ما لذي يجب عمله أمام العدوان السعودي على اليمن؟

 بسم الله الرحمن الرحيم


اليمن ـ صعدة
25/1/2010م


نرفق لحضرتكم تسجيلاً صوتياً للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي، والذي قدم فيه المبادرة.





للتنزيل { إضغط هنا }




المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
10/ صفر / 1431هـ

عبدالحسيب الصعدي

قبل أكثر من أسبوع نشرت إذاعة سوأ خبرًا مفاده عزم الإدارة الأمريكية القيام بغارات جوية على محافظات مأرب والجوف وشبوة، وخلال هذه الأيام بدأ التنفيذ حيث شنت المقاتلات الأمريكية أربع طلعات جوية على محافظة مأرب وكالعادة وبدلاً من أن يكون هناك رفض من قبل السلطة هذا الاعتداء السافر على سيادة اليمن واستهداف مواطنيه سارعت السلطة إلى التغطية على هذه الجريمة التي شنها العدوان الأمريكي بإعلانها تبني هذه العملية كما عملت في حادثة قتل أبو علي الحارثي مع عدد من مرافقيه قبل سنوات وفي نفس المحافظة [مأرب] الذين تم استهدافهم في غارة جوية بطائرة مروحية أمريكية،على إثرها تبنت السلطة اليمنية هذه العملية إلا أن الإدارة الأمريكية فضحت هذا النظام العميل الفاسد ولم تحافظ على ماء وجهه، فأعلنت المخابرات الأمريكية أنها من نفذت هذه العملية التي وصفتها بالنوعية.

هذا النظام المجرم الذي تنكر لوطنه وفتح الباب على مصراعيه للأمريكان وعملائهم باستباحة سيادته واستباحة دماء مواطنيه الذين فقدوا الأمن وأصبح الواحد منهم لا يأمن على حياته وحياة أسرته والذين أصبحت تهمة الإرهاب تطارد كل يمني، هذه التهمة التي جعلت منها أمريكا شمّاعة لاحتلال الأوطان وضرب واستهداف أي مواطن داخل منزله .

فالاستخبارات الأمريكية ترتب عمليات تفجير هنا وهناك تستهدف إما مواطنين أو فنادق سياحية وحتى على منشئات ترتبط بمصالح أمريكية إذا اقتضت السياسة الأمريكية ذلك لتقرر تدخلها في أي بلد وتصنع لها الذرائع لإرسال جنودها وتعزيز قواتها العسكرية بحجة مكافحة الإرهاب، هذا المصطلح العائم الذي صنعته أمريكا بهدف احتلال منطقة الجزيرة العربية ذات الموقع الاستراتيجي المتميز والثروة الهائلة والمنافذ البحرية تمهيدًا لسيطرتها على العالم .

فهي تعرف أن كل هذه المقومات التي تحظى بها منطقة الجزيرة العربية والخليج تمكن من يسيطر عليها من سيطر على العالم بأسره وهذا ما دفع إليه الإدارة الأمريكية والذي يعتبر اليمن بموقعه المتميز وسواحله البحرية الطويلة الممتدة على البحر الأحمر والخليج العربي ووجود مضيق باب المندب المنفذ البحري العالمي إضافة إلى كون اليمن لا يزال بلدًا بكراً يحظى بثروات هائلة.

كل هذا جعل الإدارة الأمريكية تركز على اليمن وتسعى لاحتلاله قبل أن تفكر في احتلال العراق وأفغانستان وتختلق لها الذرائع والمبررات التي تمهد لهذا الاحتلال قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر هذه الحادثة المفبركة التي أرادتها أمريكا لتكون انطلاقة لبدء المخطط الأمريكي للسيطرة على الجزيرة العربية وعلى رأسها اليمن والتي سبق هذه الحادثة حادثة المدمرة كول التي تم تفجيرها من الداخل كما أظهرت الصور الأولية للحادثة والتي اتضح من خلال فتحة الانفجار أن التفجير من الداخل وهذا ما توصلت إليه تحقيقات أجهزة الأمن اليمنية قبل أن ترسل أمريكا فريقًا للتحقيق قلب الحقائق بالشكل الذي يخدم المشروع الأمريكي.

عمليات ومؤامرات رتبت لها أمريكا جيدًا لاحتلال اليمن توجتها مسرحية القرصنة التي جعلت منها ذريعة للسيطرة على مياهنا الإقليمية ومضيق باب المندب وإرسال الأساطيل والأسلحة وتعزيز تواجدها في البحر وفي البر تلاها ترويجات إعلامية بين فترة وأخرى عن وجود إرهابيين وافتعال عدة عمليات واستهداف السفارة الأمريكية وتوقيع عدة اتفاقيات تعاون وشراكة مع الحكومة اليمنية الغبية التي لم تدرك خطورة هذه الاتفاقيات التي تخول العدو الأمريكي من إنشاء قواعد عسكرية أمريكية.

إضافة إلى إعلان السلطة وتوقيعها بأن تكون أمريكا قائدة الحملة على ما يسمى الإرهاب الذي لا يعرفون ما هو بالتحديد هذا المصطلح العائم المطاطي الذي تحدده السياسة الأمريكية لتعطي بهذا التوقيع مبررًا شرعيًا لأمريكا لأن تتدخل في اليمن بذريعة مكافحة الإرهاب الذي تغذيه هي وتفتعل عمليات هنا وهناك تبرر من خلالها تدخلها، كما تعمل في العراق وأفغانستان وباكستان، وكما تعمل الآن في اليمن في مسرحية النيجيري المفتعلة وما تعمله من تضخيم لما يسمى القاعدة في اليمن الذي لا وجود لهذا التنظيم أصلاً، بل هو مجرد تنظيم وهمي وشمّاعة لاحتلال اليمن والتغطية على الحرب الأمريكية في صعدة وشمال اليمن، وشد أنظار الناس إلى جهة وهمية في الوقت الذي تتعامل فيه السلطة بغباء فاحش مع هذا المخطط التآمري والخداع الأمريكي.

فبدلاً من أن تنفي وتقول: ليس في بلدنا إرهاب ،تؤكد على أن اليمن يعاني من الإرهاب وأنه أصبح بيئة خصبة للإرهابيين وتطلب المساعدات الخارجية والتعاون الدولي وتضخم الموضوع لتجعل منه وسيلة للابتزاز والحصول على دعمٍ مالي، واستغلال القضية في الضحك على أمريكا التي تتصور أنها ستخدعهم بينما هي تخدع نفسها وشعبها وتجر عليه الويلات من خلال اعترافها بوجود إرهاب في اليمن، كما أن العمليات العسكرية التي تشنها السلطة على ما يسمى بالقاعة في أكثر من محافظة تبرهن على أن هناك إرهاب في اليمن وفي نفس الوقت تدخل أمريكا السلطة في دوامة صراع مع الشعب وتوغر صدور اليمنيين على السلطة، وعندما يحين الوقت تتوجه أمريكا إلى إسقاط النظام ،وستقدم أمريكا نفسها مخلصة للشعب، وعندها لن يجد الرئيس من يقف معه ويسانده بعد أن اكتوى الجميع بناره ..

وعندها وستتنكر له أمريكا وتجعل من خدماته الطويلة لها ومن سنواتها التي أمضاها في قتل المواطنين وسفك دماء أبناء الشعب خدمة لأمريكا ـ إدانات وستكفر بما أشركوها به من قَبل كما عملت مع صدام.

إلا أن وعي الشعب سيفوت على أمريكا مخططها وسينهض الجميع في مواجهتها ليس دفاعًا عن كرسي علي عبد الله صالح ولا تحت قيادته بل جهادًا في سبيل الله ونصرة دينه لأننا نعلم جيدًا ما ترمي إليه أمريكا، وأنها من تقف وراء كل تلك الجرائم والتي لحقت بالشعب، وأن علي عبد الله وسلطته العميلة وما يقوم به من جرائم ضد شعبه إنما هو سيئة من سيئات أمريكا، فقد أرادت من خلال توريطه والزج به في حروب ضد شعبه أن تتدخل في الوقت الذي يصبح الشعب مستعجل لدخول أمريكا ومنتظر من يخلصه من هذا المجرم وهذا النظام المستبد كما هو الحال مع نظام صدام وهذا ما يجب أن يتنبه له اليمنيون جيدًا فلا يقعوا في هذا الفخ الذي وقع فيه العراقيون الذين ظنوا أن الشيطان الأكبر [أمريكا] ستخلصهم من نظام صدام المجرم الطاغية إلا أنهم لم يدركوا أن كل ما لحقهم من صدام كان بسبب أمريكا التي استثمرت جرائمه ضد شعبه واستفادت من سخط الشعب عليه وأنها من دفعته لذلك لتخدع الشعب وتجعلهم ينظرون إلى أمريكا وكأنها المخلص .

صحيح أن صدام وعلى عبد الله صالح مجرمون قتله ولكن ليسوا إلا سيئة من سيئات أمريكا، بهذه النظرة سيزداد حقدنا وعداوتنا لأمريكا وتجعلنا نقف في وجهها ونقاتلها لكن ليس مع علي عبد الله صالح ولا دفاعًا عنه وعن كرسيه الذي سامنا سوء العذاب في الدنيا ويريد أن نقاتل في سبيله وحفاظًَا على كرسيه فنخسر الدنيا والآخرة، سنقاتل ولكن في سبيل الله وعلى أساس هدى كتابه المجيد {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}وسترون كيف فرعون أن اليمن سيؤمن لكن في الوقت الضائع ويندم حين لا ينفع الندم ويصرخ فلا يجيبه أحدًا وسيبصر ويسمع ويدعوا إلى قتال أمريكا التي طالما خدمها كما عمل صدام وكما آمن فرعون عندما حاقت به ذنوبه وأدركه الغرق عندها وسنقول له الآن وقد عصيت وأجرمت وقتلت شعبك وكممت أفواه من يصرخوا في وجه أمريكا وقتلت خيرة شبابنا ممن يناهضون المشروع الأمريكي ويصرخون:

( الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام ).

 طه الوجيه

كم ظل النظامين في اليمن والسعودية يعزفان على وتر ما فتئ يطلق رنة الخطر الذي لا يفقهوه وهو وتر [القاعدة] المصطنعة لاستجرار التدخل الأمريكي في المنطقة وخلق الذرائع لذلك وليس آخرها قصة العوفي والتصفيق لاكتشاف واحد جاء من ادغال افريقيا جاء إلى اليمن ليحمل بين ملابسة الداخلية قنبلة خطورتها ربما أقل من كيماوي وقنبلة صدام ؟ !! هذه القنبلة ربما سلمته إياها إن كان صحيحًا المخابرات اليمنية العميلة بإيعاز منالـ [ سي إي إيه ] الاستخبارات الأمريكية الحليفة، بعد هذه العملية تتناغم المشاعر الأمريكية والبريطانية واليمنية؟ والسعودية!! وتلتحم الجهود وتتعالى الأصوات في الدعوة إلى ضرورة التدخل في اليمن لدعم جهود حكومتها في مكافحة ما يسمى بالإرهاب .

من الغريب أن بريطانيا والتي هي بحق عرابة التدخل الأمريكي في المنطقة والتي تحن إلى مستعمرتها السابقة [عدن] الغريب أنها سبقت أمريكا في تلافيها للتدخل في اليمن ودعت إلى مؤتمر دولي بهذا الشأن يعقد في لندن والعجيب أيضًا أن الدول الغربية لم تصنع الاستنفار نفسه في نيجيريا بلد المنشأ الذي نوى كما قيل تفجير الطائرة فوق أمريكا لم تغلق ولا سفارة ولم يقدم دعم للحكومة هناك ولا شيء من هذا القبيل، أليست هذه مؤامرة مفضوحة لها أهداف خفية ظهر منها إلى الآن :


  1. التمهيد لدخول اليمن والانقضاض على ثرواته وأرضه وشعبه وتحويلهم إما إلى عبيد على شكل عمالة رخيصة لشركاتهم وإما حطبًا لنيران تفجيراتهم في كل مكان يجتمعون فيه كما هو الحال في العراق وتغيير ثقافاتهم وقلب هويتهم وتحويل اليمن إلى أفغانستان ثانية ـ والإمساك بأهم مفصل من مفاصل التحكم في السياسة العالمية ومثل ذلك للتحكم بالمنطقة برمتها آلا وهو باب المندب، ومن خلاله سيمزق الأمن القومي العربي كل ممزق الذي طالما خرج الحكام العرب آخرهم مبارك لتهديد العدو الوهمي الذي اصطنعه لهم الغرب وهو إيران ـ ليهددها [أي مبارك] بعدم اختراقه انطلاقًا من جنوب البحر الأحمر قاصدًا دعمها المزعوم للحوثيين ـ ناسيًا سفارة الصهاينة في قلب القاهرة، وإن لم يطبق هذا الهدف وهو التدخل في اليمن بالكامل فعلى الأقل ستفرض الوصاية على اليمن إن لم تكن قد فرضت بداية من البحر .
  2. ستتحول اليمن إلى ما يشبه أفغانستان وستصنع قاعدة ليس كمثلها قاعدة وإن غابت سيبحثون عن طالبان اليمن وطالبان السعودية ـ فمصطلحاتهم نقّالة ومتحولة أليست الآن تقاتل طالبان أفغانستان وانتقلت إلى طالبان باكستان وتناست الحرب على ما يسمى بالقاعدة وهكذا تتسارع كالنار في الهشيم القاعدة وطالبان لتجر بعدها التدخل الأمريكي وهذا ما وصل إليه اليمن الآن ويبقى دور السعودية التي يجب [بأن لا تفرح بيومها كله ] فهي ليست بمنأى عما يحصل فستكتوي بالنار التي تحترق بها اليمن، ومرض القاعدة الوبائي سينقل إليها خاصة وأنها المصدر والراعي الأول للسلفية الوهابية والقاعدة .

    وفي ما يشبه الأفلام الخيالية ستكون اليمن منطلقًا للوصول إلى الكعبة ومنابع النفط وستضرب طائرات بدون طيار في أعماقها إنطلاقًا من اليمن في يومٍ من الأيام .
  3. أما مشاريع التقسيم فقد برز منها يمن بثلاثة رؤوس جنوب ووسط وشمال ـ ولتنطلق مخططات تقسيم السعودية  من هنا، الله أعلم ؟ إلى شمال وجنوب هذه المرة أم إلى مشرقٍ ومغرب أم إلى جهاتٍ أربع .
  4. ولا ننسى السبب الأهم وهو أن التدخل هذا جاء على خلفية الفشل الذريع للجيشين العميلين في اليمن والسعودية في تصديهما للمجاهدين، بعد بذلهما لكل قدراتهما المتاحة فكان أن توج باستدعائهما لمثل هذا التدخل ليعيد لهما وللمشروع الغربي الأمريكي في المنطقة ولو القليل من التوازن ومن ماء الوجه ولكن ليعلم النظامان اليمني والسعودي أن الفشل الغربي الأمريكي في أفغانستان والعراق لن يكن أقل هنا .

ولن يفعلوا هنا أكثر مما فعلوه هناك هذا إن كانت لديهم النية والجرأة الكافية ؟! وقد يكتفون بفشل ودور أنظمتنا المصونة؟! ومع كل هذا علينا أن نعلم أنه كلما اقتربنا من مواجهة العدو الحقيقي أمام الكفر [أمريكا ] سيتحقق وعد الله وتتهاوى القذارات والأوساخ الداخلية ـ أي الأعداء المحليين كما قال السيد / حسين بدر الدين في معنى كلامه وهو يشرح فوله تعالى{فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} وقد تجلى ذلك في غياب دور النظام اليمني بدخول السعودية على الخط وستغيب السعودية واليمن بنظاميها العميلين مع قدوم أمريكا !!!!

 د. فارس السقاف

سيتذكر اليمنيون طويلاً أن العام 2009 كان أسوأ الأعوام لديهم على الإطلاق. وبدت نذر سحب سوداء لمشكلات تلبدت غيومها في أعوام سلفت، تنبئ بمطر أسود هطل بغزارة قبل أفول أيامه الأخيرة. أزمات خماسية شكلّت بؤس العام 2009.


  • حرب الحوثيين في جولتها السادسة المستأنفة منذ أغسطس، والأشد فتكاً في المواجهات المسلحة، والأكثر كارثية في نواحيها الإنسانية المدنية، والأوسع، كساحة حرب، بعد دخول السعودية طرفاً جدياً فيها، والأعلى تكلفة في موازناتها.. ولاتزال مستمرة.
  • حراك الجنوب (فيما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل التوحد في 22 مايو 1990)، والذي تصاعدت فعالياته، وجسد تحوله من الاحتجاج السلمي في بداياته للمطالبة الحقوقية في الوظيفة، والعسكرية تحديدا.. إلى العنف المسلح، بحيث سقط قتلى وجرحى من المدنيين ورجال الأمن، وصاحب ذلك إعلان واضح لدعوى الانفصال، واستجلاب التدخل الدولي، وبروز معارضة الخارج، وتحرك علي سالم البيض (الرئيس الأسبق لجنوب اليمن، ونائب الرئيس بعد الوحدة قبل الانفصال في 1994)، لزعامة هذا الحراك من النمسا.
  • انسداد الأفق السياسي بين الأحزاب اليمنية.. الحزب الحاكم، وأحزاب المعارضة (المشترك)، والذي أدى إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى العام 2011، لإفساح المجال أمام إصلاح دستوري، وتعديلات في النظام الانتخابي، وتم توقيع الاتفاق في فبراير المنصرم، لإجراء حوار حول هذه الموضوعات، وقد انقضت الأشهر الإحدى عشر من دون التئام الحوار، ما يهدد بفراغ دستوري في حال عدم الاتفاق.. وعوامل الاختلاف هي المهيمنة وبقوة حتى الآن.

• الأزمة المالية والاقتصادية ظهرت عناوينها في عجز الموازنة، بما يفوق 500 مليون ريال يمني، وهي ناتج عن انخفاض إنتاج النفط، الذي يعد مصدرا رئيسا للموازنة يصل الى 70 %.. علاوة على انخفاض أسعار النفط أيضا على مستوى عالمي.. وبالتالي يمكن رصد عناوين أخرى للأزمة المالية في انتشار الفساد، واتساع حزام الفقر، وتردي الخدمات، وعدم اكتمال البنية التحتية.

• وأخيراً خطر القاعدة، الذي قفز مع نهاية العام 2009 إلى واجهة الاهتمام العالمي، حتى بدا جراء ذلك، أن أميركا على أهبة الاستعداد للتدخل العسكري في اليمن، وكأنما أدركت أميركا فجأة، أن «قاعدة اليمن» تهدد الأمن الإقليمي والعالمي، ولاسيما بعد محاولة تفجير طائرة امستردام من طرف الشاب النيجيري الذي قيل إنه حمل متفجراته من اليمن.

الكل يرقب ما يحدث في اليمن الآن، ممسكاً بيده على قلبه، وقلقا حول ما ستؤول إليه الأمور.. هل سينجو البلد، ويخرج سالماً معافى؟ وكم سيطول الطريق بحثاً عن المخرج؟ أم إنه سيخفق، وستفضي به هذه الصراعات والتحديات إلى التفكك.. وتتحول ساحته إلى ميدان احتراب وقتال، وسيهوي إلى هوة أعمق في الفقر والتخلف؟

سيقول المتفائلون منا: هذا عرض زائل، وسيخرج اليمن من نفقه المظلم، وسينهض من كبوته. وسينتظر اليمنيون مساندة العالم والأشقاء بأمل ورجاء.


لكن سيبقى ذلك مجرد حلم، وسيطول أمد الانتظار، ما لم تبادر الطبقة السياسية الحاكمة، ونخبها بعامة، إلى البدء برسم وتنفيذ خارطة طريق، بل وطرق، تسير في خطوط متوازية، تسلك إلى مكامن المشكلات الخماسية، وهي مفهومة ومعلومة. والمهم الشروع في حلول لها بخطوات عملية، حقيقية وجادة وسريعة.. وتضعها في ثلاثة مستويات: المستوى الآني والقريب، والمستوى المتوسط، والمستوى البعيد.. في عملية بنائية ومستدامة، لم يفت أوانها، ولم يتجاوز إمكانها بعد.

البداية من اليمن.. ثم مرة ثانية، وثالثة أيضا، البداية من اليمن.. وحتى النهاية، ما لم تجد أي جهود داعمة أمامها خطة يمنية تستوعبها.

هل في إمكان اليمن اجتراح مخارج ناجحة لأزماته الراهنة؟

أحسب أنه في إمكانه، وذلك إذا:

  • اعترف أولاً، بوجود هذه المشكلات.
  • ثم التعرف إلى حقائقها وأبعادها وحدودها.
  • وبعد ذلك إشراك أطراف هذه الأزمات عبر الحوار في خطوات المعالجات.
  • البدء بتنفيذ خطة العمل بعد الاتفاق عليها ضمن برنامج زمني محدد.

لا جدوى من غضّ الطرف عن خطورة هذه المعضلات المهددة لليمن الموحد.. اليمن الآمن.. اليمن الديمقراطي، ولم يعد أسلوب ترحيل الأزمات فاعلاً في هذا التوقيت، حيث لم يعد في الوقت من بقية!

 بسم الله الرحمن الرحيم

اليمن ـ صعدة
25/1/2010م

شن الطيران السعودي (4) غارات جوية تركزت على المناطق التالية :ـ


  • غارتان على منطقة الشعف .
  • غارة واحدة على منطقة المرازم .
  • غارة واحدة على مديرية رازح .

وتواصل القصف الصاروخي والمدفعي بأكثر من (520) صاروخاً وقذيفة تركزت على المناطق التالية :ـ (مركز الجابري، وجبل المدود، ومديرية الملاحيط، وتويلق، والحصامة، وغافرة، والصافية، ومديرية شدا).

المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
9/ صفر / 1431هـ