ما لذي يجب عمله أمام العدوان السعودي على اليمن؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اليمن ـ صعدة
30/1/2010م

  تسجيل صوتي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي يتضمن مبادرة هامة من أجل
إيقاف الحرب مع السلطة اليمنية.



للتحميل

المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
15/ صفر / 1431هـ

وهذا نص المبادرة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم أنبيائه محمد وآله الطاهرين
أيها الأخوة والأخوات .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع إشراف الشهر السادس للعدوان السادس الذي تشنه السلطة على أبناء شعبها في المحافظات الشمالية على الانتهاء ،  فإنه يمكن لأي متابع منصف لسير الأحداث على الأرض أن يصل لنتيجة واحدة ، هي أن هذا العدوان لم يحقق للسلطة أي نتيجة سياسية مثمرة، ولم يحقق لها هدفها المشئوم، في القضاء على شريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني، ولم يحقق سوى الدمار والخراب، وسفك دماء مئات من الأبرياء من الأطفال والنساء وغيرهم، إضافة إلى إضعاف البلد وتحويله إلى ساحة مفتوحة لكل من هب ودب من ذوي الأطماع والمآرب الشيطانية، إقليمياً ودولياً..


ووصل الحال إلى مستوى إهدار سيادة البلد ، وقيام قوى ظالمة إجرامية دولية وإقليمية باستباحته وقتل المئات من أهله فيه أطفالاً ونساءً وغيرهم ، ووصل الحال لدى السلطة بمماحكتها وتآمرها إلى مباركة كل أشكال العدوان على أبناء شعبها، بما فيهم الأبرياء.

وإنه لمن المؤسف حقاً أن الجيش اليمني ، لم يخض ولا حرباً واحدة، ولم يطلق عياراً نارياً واحداً في مواجهة أجنبي، ولا حتى في ثقافته وبنيته العسكرية ما يؤهله لأن يكون للشعب ، وللدفاع عن البلد وسيادته، فكل ضحايا هذا الجيش ، وكل من يتم تصنيفهم له على أنهم أعداء، وكل من تمت مهاجمتهم ، وكل من شملتهم حالة حربه، إنما هم شعبه وأبناء بلده، وللأسف معظمهم من الأطفال والنساء ، ولدينا الأدلة الدامغة على ذلك ، وهذا أمر واضح.

وإننا في الظرف الحساس ، والخطير جداً على البلد ، بل البالغ الخطورة ، نذكر السلطة ، ونذكر هذا الجيش ، بأن ينتبهوا على الأقل لأنفسهم ، ولا يستنفذوا جهدهم وطاقتهم وحياتهم وموتهم ضد اخوتهم وضد أبناء شعبهم، ونقول لهم كونوا أحراراً ولو لمرة واحدة، لا تبقوا قيد الارتهان للخارج حتى يهلككم الخارج ، فشعبكم أبقى لكم، والارتهان للخارج لطالما أودى بغيركم ، ممن هم أقوى منكم وأذكى منكم ، أودى بهم للخسارة ، فخسروا كل شي ، ونكبوا بلدانهم، وتسببوا لها بالكوارث الكبيرة .

إننا ومنذ بداية العدوان علينا ، كنا ندرك بأن هناك مؤامرات دولية وإقليمية ، تسعى لإغراق النظام في حربه معنا ، وتسعى لتحويل بلدنا إلى ساحة تناقضات وتناحر ، وتحويله إلى بيئة خصبة للسقوط والتهاوي ، وأخيراً الاحتلال ، وقابل هذا السعي غباء مفرط من جانب السلطة ، التي رأت لجهلها وغبائها  أنها هي الأخرى أيضاً ستستغل تلك الرغبة لتصفية حسابات داخل البلد، فتعاونت على شعبها ، وفي الواقع وعلى نفسها ، وسيثبت هذا في قادم الأيام .

وقد بدا واضحاً ومنذ بداية العدوان علينا أنه لم يكن للسلطة من مبرر في شن عدوانها ، ولم يكن لذلك العدوان الغشوم من شرعية ، بل هو حرب ظالمة من سلطة ظالمة، على أبناء شعبها وأمتها وأبناء جلدتها ، مع كل  الآثار الكارثية التي خلفها هذا العدوان على البلد في كل مناحي الحياة .

وحينما حاولت السلطة وضع أهداف للحرب ، وربطته بالبنود الخمسة، وأن إنهاء الحرب يتوقف على إعلاننا القبول بها ، أعلنّا في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك قبولنا بها.

وقبل ذلك قدمنا مبادرة من طرف واحد في الثامن عشر من شهر رمضان المبارك ، وأعلنا استعدادنا لوقف الحرب ، ورحبنا بلجنة الوساطة المحلية التي ذهبت آنذاك إلى المناطق التي تشهد معارك ميدانية ، لتبدأ عملها في ترتيب الوضع الميداني وتشرف على فتح الطرقات ، فطردها الجيش وأطلق عليها النار .

وفي مراحل لاحقة قدمنا مبادرة ثالثة بعد تأكيدات بوقف الحرب، ولكن السلطة سرعان ما غيرت موقفها لتواصل العدوان ، ولم تجنِ خيراً من عدوانها ، ولم تحقق هدفاً من أهدافها ، بل كانت النتيجة المزيد من الضحايا المدنيين ، والانزلاق بالبلد في هوة سياسية خطيرة للغاية.

وإننا وحرصاً منا على حقن الدماء ..
وحرصاً من على تفادي الوضع الكارثي للبلد ..
وحرصاً منا على وقف حالة الإبادة التي يتعرض لها المدنيون ..

نجدد للمرة الرابعة ما أعلناه سابقاً، قبولنا بالنقاط الخمس بعد إيقاف العدوان.

ونأمل أن تتفهم كل الأطراف هذه المبادرة، وتؤثر مصلحة البلد فوق كل الاعتبارات.
والكرة الآن في مرمى الطرف الآخر الذي يقول أنه يحاربنا من أجل هذه البنود .

والله المستعان  وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته