ما لذي يجب عمله أمام العدوان السعودي على اليمن؟

بقلم: عبد الحسيب الصعدي

حالة التفرج والسكوت على ما يجري في صعدة من مجازر وظلم للمؤمنين وعدم اتخاذ أي موقف يذكر من قبل أبناء هذه الأمة هي حالة ناتجة عن أخطاء رهيبة في ثقافة هذه الأمة  ناتجة عن ثقافة التأطير التي تحدث عنها السيد حسين بدر الدين الحوثي في الدروس التي قدمها من هدي القرآن الكريم وذكر فيها خطورة العناوين التي أطرت أبناء هذه الأمة سواء كانت أطرا مذهبية أو إقليمية وأكد بأن العنوان الذي يجب أن يجتمع الناس تحته ويستشعر كل منهم ما يجري على أخيه هو العنوان الذي اختاره الله لهم [مسلمين].

ما يجري من مجازر في اليمن بحق أبنائه من قبل النظام السعودي واليمني والأمريكي تحت سمع العالم الإسلامي وبصره دون أن يكون هناك أي ردة فعل ولو في الحد الأدنى من قبل الدول الإسلامية أو أحزاب أو منظمات إسلامية ولو على مستوى التهديد بقطع العلاقات أو تحريك الشارع للمظاهرات ضد الظالمين للضغط عليهم بإيقاف مثل هذه المجازر الوحشية بحجة مثال واضح لخطورة مثل هكذا ثقافة فلأن أولئك يمنيون ونحن مصريون أو سوريون أو إيرانيون أو لبنانيون لا يجوز أن نتدخل أو أن أولئك المحاربون محسوبون على الشيعة ونحن سنة أو لأن أولئك محسوبون على الزيدية ونحن اثناعشرية وهكذا وللتوضيح أكثر أحد أبواق السلطة السعودية يتهجم ببضع كلمات على المرجع الشيعي السيد علي السستاني فتحرك أمام هذه الجريمة الشارع الشيعي الإثناعشري بكله ومن حقهم ذلك لا شك ونحن معهم في ذلك ولكننا نتمنى أن يحصل مثل عشر ذلك التحرك استنكارا لعشرات آلاف الصواريخ والقنابل والقذائف التي تسقط على رؤوس المسلمين  الأبرياء في اليمن وما يرتكب من مجازر بحقهم ولكنهم لا يرون أنفسهم معنيين بهذه المواضيع وإن تحدثوا قليلا فمن باب التعاطف البسيط وكأننا لسنا المخاطبين بقول الله تعالى:{ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا}

ولسنا المعنيين بقول الرسول (ص) ( مثل المسلمون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى) وقوله (ص) ( ومن سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم)فهل كونهم إيرانيون يخرجهم عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة عندما يسألهم الله ماذا كان موقفهم أمام هذا الظلم لإخوانهم في اليمن وهل ستكون حجة لهم مقبولة عندما يقولون بأننا إيرانيون أو لبنانيون أو سوريون وهم يمنيون أو كنا مختلفين في المذهب أو منعنا من ذلك الحفاظ على مصالحنا الوطنية أو قوانين دولية أو حدود استعمارية مصطنعة ثم إنك عندما تعود إلى القرآن الكريم وتقرأه تجد أنه يخاطب أمة واحدة تحت عنوان واحد{ يا أيها الذين آمنوا } { ولتكن منكم أمة } { واعتصموا بحبل الله جميعا} وهكذا..


فكيف طغت علينا هذه الثقافة الخطيرة التي تجعلك لا تفكر إلا في نفسك وفي مصالحك والتي جزأتنا وفرقتنا وجعلت من وقوفك مع أخيك ولو بالإستنكار تدخلا في شئون ذلك البلد تحاسب عليه! متجاهلين الشرعية الإلهية التي توجب عليك التدخل لمنع الظلم عن إخوانك وتجعل الإسلام هو الإطار الذي يجمعك مع إخوانك. الأخطر من ذلك أننا وصلنا إلى درجة أن أمريكا منحت نفسها حق التدخل في أي بلد وسلمنا لها بذلك لمّا تجاهلنا الشرعية التي منحنا الله إياها وأذكر كلمة للسيد حسين بدر الدين الحوثي قال فيها: إذا لم نتحرك بالشرعية الإلهية فسوف نتحرك بالشرعية الأمريكية. فهل آن الأوان لنمتلك الجرأة ونعيد حساباتنا في ثقافتنا المغلوطة قبل أن نقول في قعر جهنم {ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين} وبالذات أنه ما يزال لدينا الكثير من العناوين التي تدل على أننا أمة واحدة وتمثل معالم لقوة هذه الأمة وأنها ما تزال أمة واحدة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق