ما لذي يجب عمله أمام العدوان السعودي على اليمن؟

المنبرنت- أخبارصعدة

أكد مصدر مطلع في المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك الحوثي أن بيانات الداخلية حول إجتماع لعناصرهم في الجوف ونشر أوراق تدعو للجهاد بأنها ضجيج مفتعل لا اساس له من الصحة وقال المصدر إن الداخلية تحاول من وراءنشر هذه التلفيقات الهروب من واقعها الحقيقي وهي تتهرب من الإلتزام بها دائما كل ما وصلت أعمال اللجان  إلى المحك حيث تتهرب إلى مثل هذه الأكاذيب التي لا أساس لها من الصحة وقال المصدر كنا دائما وما زلنا نطالب بلجان تحققفي أي قضية يدعي أي طرف حدوثها لا إصدار الإتهامات والتهديدات بين فترة وأخرى كون هذه التصرفات تكشف حقيقة من الذي يلعب بأجواء السلام ويفرض حالة الفوضاء خاصة وأن كل إتهامات الداخلية لا برهان عليها وإنما تقدم بلاغات أشبه ما تكون بمحادثات هاتفية من مجهول.

وقال المصدر إن لديهم ملفا كاملا عن خروقات السلطة وأنهم يمتلكون عليها الدليل وسيقدموه إلى اللجنة وأنهم لا يسعون إلى التسرع في الإتهامات رغم أن أحداثا كثيرة تحدث تبلغ حد القتل كما حدث اليوم عندما قام جندي بقتل مواطن في سوق الليل وهذا الجندي متمركز في جبل حريس الذي سلمناه إلى اللجنة بعد الحرب السادسة بموجب الإتفاق ـ حسب قوله ـ

وقال المصدر إن القاتل وهو جندي إعتدى على هذا المواطن وقام بقتله وسط السوق ومن ثم صعد مع رفاقه إلى الموقع وهذه حادثه لا ندعيها فقد وقعت في وسط سوق عام يشهد بها الجميع .

وقال المصدر إن تعاملهم مع اللجان يأتي من حرص حقيقي وليس تماشيا مع الحدث من اجل إيقاف الحرب وبلا رجعة والحصول على معالجة حقيقية.

وقال المصدر إن ما يحدث وللأسف هو العكس فقد قدمنا الخطوات الكبيرة التي تؤكد حرصنا على السلام وعلى رأسها فتح الطرقات وفك الحصار عن المواقع التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة وتسليم الأسرى الذين كانوا لدينا من سعوديين ويمنيين وإنسحبنا من الشريط الحدودي وسلمنا المديريات للسلطة المحلية وأخلينا كل المباني والمنشئات التي كنا فيها بسبب الحرب.

وأضاف المصدر أن السلطة لم تقدم أي خطوه فهي ما زالت تراوغ حتى اللحظة في الإفراج عن المعتقلين وتقوم بإرسال التعزيزات العسكرية إلى جميع محاور القتال خاصة المواقع التي سلموها للسلطة.

وقال المصدر تلك المواقع التي سلمناها لقد حولتها السلطة إلى معسكرات وقال إن ما يحدث الآن هو لا يختلف نوعا ما عن تلك الإدعاءات التي تحدث بعد كل حرب وان السلطة لا تمتلك إلا الأكاذيب أما الحقائق الميدانية العملية فأبناء صعده وحرف سفيان يشهدون على ذلك فأين المعتقلين المفرج عنهم ؟ وأين الإعمار ؟ وأين الموظفين الذين ما زالوا بدون رواتب ولم يعودوا لأعمالهم ؟ وأضاف المصدر إن السلطة هي من بيدها حل كل الملفات والأمور وأنهم مازالوا ينتظرون من السلطة الإفراج عن المعتقلين بناء على المحاضر التي تمت مع اللجان السابقة.

وأضاف المصدر إن مخلفات الألغام الفردية تحصد العشرات وقال إن مديرية حرف سفيان شهدت خلال الأسبوع المنصرم اكثر من 6 حوادث تفجير ألغام وسرد منهم التالي :ـ
  1. محمد سامر بن يحي سعيد إنفجر به لغم أرضي في شعب ذو الحجي وعمره 20 عاما وذلك في يوم الثلاثاء 6 من جماد الأول / 1431هـ وسقط قتيلا على الفور .
  2. احمد يحي حجي إنفجر به لغم أرضي في شعب ذو الحجي وسقط قتيلا على الفور وعمره 18 عاما وذلك في يوم الأحد 4 / جماد الاول / 1431هـ .
  3. الطفلة / بنه صالح على ظاوي إنفجر بها لغم في يوم الأربعاء وعمرها 15 عاما وقطعت رجلها .
  4.  وضاح احمد صالح جوعر 12سنة وسقط شهيدا .
  5. عبد الفتاح على احمد كزمه 12سنة قطعت رجله . 
  6. بدر الدين على كزمه 6 سنوات جراحات في جسده .
  7. زيد على احمد كزمه 5سنوات قطعت رجله . 

وهؤلاء كلهم ضحايا الألغام الفردية في مديرية حرف سفيا وقال المصدر ان السلطة ما زالت ترفض نزع الألغام جملة وتفصيلا  .

وأكد المصدر انهم يقومون برصد التحركات العسكرية وكذلك التعزيزات وأنها تتقاطر إلى صعدة بشكل مكثف وهو ما يؤكد النوايا السيئة لدى السلطة ويؤكد ذلك إفتعال الازمات والدعاوي الباطلة كالتي سمعناها مؤخرا عن بيان الداخلية حول محافظة الجوف .

وقال المصدر لم يتم أي إجتماع ولم ينشر أي بيان يدعو للجهاد ضد الحكومة معتبرا أن تلك العبارات تختلف تماما عن ثقافتهم وتوجههم الفكري إذيعتبرون مواقفهم هي دفاع عن النفس وليس إبتداء لأي عمل ضد أحد .

وختم المصدر قوله نتمنى من الداخلية إعتماد لغة واقعية بعيدا عن الكذب والتحريض وإجراء التحقيق في أي واقعة تحدث في أي منطقة

وقال المصدر إن ما تعرفه الداخلية حقيقة هو أنها لا تملك أي قدرة على ضبط الأمن في تلك المناطق خاصة الجوف فضلا عن إجراء تحقيق في أي حادثة مشابهة لذلك تفضل الهروب كما عودتنا إلى الإتهامات الجوفاء.

 المنبرنت- خاص

قامت عناصر من أفراد الامن المركزي بنقطة المقاش بإطلاق النار على أفراد من البشمرقة المتعاونين مع الدولة وذلك عندما حاول جنود من النقطة أخذ مبلغ مالي حتى يتم السماح لهم بالمرور كونهم يحملون قطع سلاح شخصيةوبينما رفض البشمرقة تسليم السلاح غادروا النقطة بالقوة بينما قام أفراد من النقطة بإطلاق النار عليهم عند ذلك تبادل الطرفان إطلاق النار وسقط ثلاثة قتلى من المواطنين الذين كانوا في سرب الإنتظار عند تلك النقطةالمعروفة بنقطة المقاش .
 
الجدير ذكره أن نقاط محافظة صعدة العسكرية تختلف تماما عن بقية النقاط في الجمهورية اليمنية وتأخذ مبالغ خيالية على المواطنين وعلى سيارات الفواكه والخضرة والقات والمواد الغذائية فقد بلغ إجمالي ما حصلت عليه نقطة (نشور ) خلال أربعة أشهر فقط أكثر من 53مليون ريال يمني .

وما تفرضه النقاط على المواطنين من أعمال النهب والسلب أصبح وللأسف عملا روتينيا ألفه الجميع وتعودوا عليه وأصبح أمر فرضه الواقع كالقانون الرسمي.

وبسبب الرشوة والبيع والشراء تطورت أعمال النقاط العسكرية إلى ممارسةأكبر فمرور السلاح والمخدرات وجميع الممنوعات شيء طبيعي المهم يكون هناك تنسيق مع قائد النقطة وإتفاق على مبلغ معين من المال .

بسبب هذه الاعمال أصبحت النقاط في محافظة صعده ثروة والحصول على قيادة نقطة رئيسية في مداخل المحافظة أو في طرقها الرئيسية خصوصاً الدولية طريق البقع صعده وطريق صعدة علب شيء هام جدا ويحتاج إلى وساطات ووجاهات وربماإلى مبلغ مالي أو نسبة محدده كما أفاد قائد نقطة المقاش سابقا حيث قال أن قائد الأمن المركزي يستلم نسبة معينة من دخل النقطة يوميا كما تفعل نقاط الجمهورية حسب قوله .

المضحك والمبكي في آن واحد هو الواقع الحقيقي والتزييف في الخطاب الإعلامي فالرئيس في خطابه امام افراد من الأمن المركزي الذين سيتوجهون إلى صعده وجههم بعدم التنفيذ وقال إنه عمل إمامي ورجعي !!

وكأن الرئيس صعد يوم أمس الى الحكم !! بينما جنود الجمهورية اليمنية ومنذ تربع على السلطة يمارسون التنفيذ والسطو والإختطاف والرشوة وجميع الاعمال المخلة بالأداب وأخلاق جهات يتفرض انها حامية الأمن وليس العكس كما يقول المثل الشعبي ( حاميها ...  ...)  .

إننا ندعوا جميع المهتمين إلى زيارة صعده ولو على سيارة صغيرة أو محملة حتى بالتراب وينظر المرء ما سيلاقية في محافظة النهب والسلب حيث لن يصل إلى مدينة صعده إلا بأضعاف قيمة التراب ولن يرى المرء تخوفا أو حياء او معاملة سرية في الأمر فحق النقطة شيء لا دخل للدولة فيه ولا القانون والرشوة والإبتزاز في نقاط صعده سياسة حكيمة لمعاقبة المجتمع بشكل عام .

يغفل ساسة هذا البلد وقادته أن تلك المعاملات تخلق ردة فعل تدفع بالمواطنين إلى العمل وبقوة في الإتجاهات الأخرى ودعمها ليس بالقوة وإنما بالرغبة والإيمان للتخلص من أعمال ترفضها كل العقول النيرة والاخلاق الإنسانية .

بهذه التصرفات وعلى المدى الطويل ستكون هناك ثورة عارمة لن تجرف هذه الجراثيم من نقاط السفه والجشع والتسلط بل ستجرف كل القائمين عليها ولو بينهم وبينها مئات الكيلو مترات .

لقي أكثر من خمسمائة طفل من أطفال صعدة حتى الآن حتفهم نتيجة لاستخدام النظامين السعودي وعميله في صنعاء لأسلحة جرثومية في الحرب السادسة، حيث يصابون بحصبة قاتلة لم ينفع معها الأدوية المعروفة منذ أن استخدم النظامان السعودي واليمني أسلحة جرثومية، كجزء من إستراتيجيتهما الهادفة إلى إبادة مواطني صعدة وسفيان بصورة شاملة ودون تفريق بين كبير وصغير ولا بين مسالم ومحارب ولا بين رجال ونساء، هذا وأفاد أحد المواطنين في محافظة صعدة لــ المنبرنت: أن الطائرات الحربية التابعة للنظامين الظالمين كانت تلاحق النازحين من النساء والأطفال أينما كانوا حتى في الأودية والشعاب وتستهدفهم لقتلهم رغم بعدهم عن مناطق المواجهات ورغم معرفتهم بأنهم نازحون وأنهم من الأطفال والنساء والعجائز، هذا وقد وصل إلى المنبر إحصائية عن الخسائر البشرية الواقعة في صفوف المدنيين، نتيجة استهدافهم بالطيران السعودي واليمني في قراهم ومناطق نزوحهم بلغت  1466  إنسانا، منهم 304 أطفال ذكورا وإناثا، والباقي من كبار السن بينهم  530 امرأة والباقي رجال من كبار السن والعجزة.

هذا ومع كل هذه الانتهاكات البشعة بحق البشرية من قبل النظامين العاتيين فإن الأمم المتحدة بمنظماتها المتعددة، وبقية المنظمات الموسومة بالإنسانية،لا تزال في صمتها المطبق حتى يأذن لها عبيد براميل البترول من السياسيين المتحكمين فيها. فمتى يتذكر أولئك ما يعانيه أطفال اليمن وشعبه على أيدي أنظمة بشعة وجاهلية عقيمة.

الكاتب/الأستاذ صالح هبرة

ان حل قضية صعدة ليس في أن تعلن السلطة وقف الحرب فقط ، وتتنصل عن معالجة مخلفات الحروب لأن ذلك السيناريو يسبق كل الحروب فتتخذ السلطة وسيلة لترتيب حرب أخرى مستغلة دماء الشعب في فرض حالة التسلط والهيمنة .

كما عملت تماما مع إتفاق الدوحة حيث لم يكن هدفها منه الخروج بحل للقضية بقدر ما هو محاولة لإستثارة المملكة للدخول في المشاركة في الحرب بقوة كما هو شأن إرسال علي عبد الله صالح رقم يحي بدر الدين للرئيس الليبي للدخول في وساطة فليس المطلوب حل القضية بقدر ما هو جمع حزمة من التخوفات لدى المملكة.

وإن كان قد نجح الرئيس في إيقاع المملكة في مصيدته فعلا .فأين يكمن الحل ؟

الحل هو في وجود إرادة حقيقية لدى السلطة بعدم جدوى الحرب وأن تصل إلى قناعة تامة بضرورة معالجة مخلفاتها والذي يترجمه الواقع العملي كإطلاق السجناء وإتخاذ خطوات ميدانية وملموسه وذلك ما لم يحصل حتى الأن ، وأظنه لن يحصل مهما والرئيس يعتبر أن الجندي ليس خسارة على السلطة لانها ستبدله بحسب كلامه وإن كنا نرى انه خسارة ليس على السلطة وإنما على الشعب بأكمله ويقدم نفسه بأنه المعيار فهو الوطن ، وهو الوحدة ، وهو الديمقراطية ، وهو التنمية ، وهو الثورة ، وهو الدستور ، وهو القانون ، فبحبه أنت وطني تحب الوطن وبتأييده أو بالوقوف معه أنت وحدوي ثوري ووو... الخ .

سيبقى معيار إرادة السلم في صعدة خطوات ميدانية ملموسه يلمسها المواطن ويحس بها الجميع كالإفراج عن السجناء والإعمار وعودة الموظفين وصرف مستحقاتهم وإيقاف كل انواع الإستهداف .


بسم الله الرحمن الرحيم

اليمن ـ صعدة
16/4/2010م

رداً على ما ورد في مزاعم مركز الإعلام الأمني لوزارة الداخلية عن قيامنا بقتل الجندي / نمران سليمان جابر هدشان  ورميه في بئر !!

  نود أن نوضح أن المذكور سقط في بئر قبل عشرين يوماً تقريباً وتوفي إثر ذلك السقوط ولا يوجد لنا بالمذكور أي تدخل ولا علاقة بما حدث له لا من قريب ولا من بعيد، وهذا بحسب أقاربه وأهله ومعرفة الجميع في المنطقة.فإما أن تكون الداخلية تريد أن تحملنا من الآن وصاعداً كل ما يجري في هذه المناطق حتى حكم الله على عباده، أو أنها تبحث عن مبررات أخرى لحاجة في نفس يعقوب !!

المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
3/ جماد الأول/ 1431هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اليمن ـ صعدة
2010/04/15م

نؤكد انه لا علاقة لنا بما قيل عن إطلاق نار على طائرة عسكرية صباح الخميس 15/4/2010م وأنه لم يحدث من قبلنا أي إطلاق نار على أي طائرة  منذ إعلان وقف الحرب.

ونحن مستعدون لإجراء تحقيق في الموضوع والتعاون مع أي لجنة بهذا الخصوص لبحث المكان الذي تم إطلاق النار منه وعن الجهة التي تقف خلفه إن كان هناك إطلاق نار فعلاً.


المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
2/ جماد الأول/ 1431هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اليمن ـ صعدة
14/4/2010م

الأخوة في / منظمة هيومن رايتس ووتش    الأكارم

تحية طيبة وبعد :ـ

بداية نثمن حرصكم على سلامة المدنيين ونشكركم على جهودكم التي بذلتموها في هذا الموضوع الإنساني، واليكم بعض الملاحظات على ما ورد في  تقريركم الأخير بخصوص الحرب السادسة في شمال اليمن.

أولا : إن إدانتكم للحكومة اليمنية والسعودية لا يرقى لمستوىبشاعة المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين رغم أننا وثقنا تلك الجرائم وقمنا بنشرها على وسائل الإعلام وفيها شهادات المواطنين والمصابين.

ثانيا: أشرتم في البيان إلى أننا عرضنا حياة المدنيين للخطر بحجة انتشارنا في المناطق المكتظة بالسكان، وهذا الاستنتاج يكشف بوضوح عدم إدراككم لحقيقة الحرب وأن الحكومة اليمنية و السعودية  كانتا تتعمدان استهداف المدنيين و كانتا تشنان حرب إبادة جماعية ضدنا، ويكفي لإدراك هذه الحقيقة تكرار استهداف المدنيين في المناطق المكشوفة والتي لا يمكن الاشتباه بها كالأسواق و مخيمات اللاجئين بغية تحقيق أكبر عدد من الإصابات في صفوف المدنيين  وهنا نعيد التذكير ببعض تلك الجرائم ومنها :
  1. مجزرة في سوق مديرية حيدان بتاريخ 21/8/2009م وسقط فيها عشرات القتلى و الجرحى.
  2. مجزرة في مخيم غافرة مديرية مجز بتاريخ 18/8/2009م وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى.
  3. مجزرة في مخيم يسنم بتاريخ 29/8/2009م وسقط فيها عشرات القتلى و الجرحى .
  4. مجزرة في مخيم سودان بتاريخ 29/8/2009م سقط فيها عشرات القتلى و الجرحى.
  5. مجزرة في سوق الطلح بتاريخ 15/9/2008م  سقط فيها عشرات القتلى و الجرحى.
  6. مجزرة في مخيم العادي بحرف سفيان محافظة عمران بتاريخ 16/9/2008م وسقط فيها مئات من القتلى والجرحى .
  7. مجزرة في سوق الاثنين مديرية ساقين بتاريخ 23/10/2008م وسقط فيها عشرات القتلى و الجرحى .
  8. مجزرة في سوق بني معين مديرية رازح بتاريخ 13/12/2009م وسقط فيها أكثر من مائة شخص ما بين قتلى وجرحى  .
  9. مجزرة في معسكر إيواء الأسرى بتاريخ 15/12/2009م سقط فيه مئات القتلى والجرحى.
  10. مجزرة في حفلة عرس بمدينة النضير مديرية رازح بتاريخ 20/12/2009م وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى بين القتلى 17 امرأة .
ولو أنكم راجعتم تصريحات حكومتا اليمن والسعودية  أثناء الحرب لوجدتم الكثير من الإشارات التي تعبر عن رغبتهم في ارتكاب جرائم إبادة جماعية . ونورد لكم بعضا من تلك الإشارات.
  • - عبرت الحكومة السعودية أكثر من مرة عن نيتها فرض منطقة خالية من السكان بعمق عشرات الكيلو مترات داخل الأراضي اليمنية باستخدام القصف الجوي و الصاروخي لتحقيق ذلك، مع العلم أن الحكومة السعودية كانت تمنع فرار النازحين إلى حدودها وكانت تعلم أن محافظة صعدة محاصرة من كافة الاتجاهات ولم يكن في مقدور المدنيين الفرار خارجها. وهكذا لم يعد من سبيل لتكوين منطقة خالية من السكان إلا بإبادتهم . 
  • - صدرت فتاوى لعلماء دين سعوديين ويمنيين تستبيح دمائنا بذريعة أننا فئة ضالة ومنحرفة.
  •  عبر الرئيس صالح  أكثر من مرة عن رغبته في سحقنا واستئصالنا و كرر وصفنا بأننا شرذمة ضالة يجب القضاء عليها في الكثير من تصريحاته منذ اندلاع الحرب الأولى عام 2004م ، ولو أنكم دققتم في الحملات التحريضية في وسائل الإعلام و داخل الجيش و في المساجد لوجدتم الكثير من الشواهد التي تؤكد نزعة الإبادة الجماعية لدى تلك الإطراف .
ولولا اتخاذ الأهالي لكافة الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم , وأهمها حفر الخنادق في الوديان والجبال لإيواء أسرهم ومواشيهم لتمت إبادتهم، حيث كانت عشرات الطائرات تحلق كل يوم لملاحقة تجمعات الموطنين في كل مكان ناهيكم عن القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة للمدن والقرى أن مشاهد الدمار في مدن وقرى المحافظات الشمالية  لا تزال شاهد حي على تلك الجريمة وبإمكانكم التأكد من ذلك في أي وقت.

ثالثا: اعتمدتم في توجيه الاتهامات ضدنا على معلومات أدلى بها مواطنون نازحون في معسكرات خاضعة للسلطة أو متعاونين معها، ومن تلك الاتهامات تنفيذ إعدامات بدون محاكمة, إرغام الناس على القتال ونهب ممتلكاتهم, تعمد إعاقة إسعاف الجرحى وغيرها.

  وهنا نلفت نظركم إلى أن الحكومة تعامل أولائك النازحين كرهائن ويتعذر عليهم الإدلاء بشهادات صحيحة خوفا من العواقب التي قد تصل حد القتل، وقد أشرتم في تقريركم إلى أن الحكومة لم تسمح لكم بالانفراد بالنازحين وان تحركاتكم  كانت مراقبه طيلة تواجدكم هناك. وعليه لا يصح اعتماد تلك التحقيقات في توجيه أي اتهام  وكان يفترض أن تكتفوا بإدانة السلطة لعدم إتاحتها المجال لإجراء تحقيقات بعيدا عن الرقابة والرصد .

  وللأسف الشديد فان تحقيقاتكم المنشورة تشبه تلك الإشاعات التي سبق و نشرتها وسائل الإعلام الحكومية في حربها الإعلامية ضدنا ، وهي لمواطنين أدلوا بها تحت التهديد.

  إننا نستغرب كيف فاتكم أن نشر تلك التحقيقات يعد انتهاكاً لحقوق أولائك المواطنين الذين كانوا مضطرين للإدلاء بمعلومات كاذبة حفاظا على حياتهم، إننا نلتمس العذر لأولئك المواطنين المساكين و لكن يصعب علينا التماس العذر لكم لأنكم كنتم تدركون حقيقة الوضع، وهذا عتب لم نستطع إخفائه.

  وبالنسبة للمتعاونين مع السلطة فإنهم خصوم و لا يصح اعتماد شهاداتهم في توجيه اتهامات ضدنا قبل التحقق من صحتها ، صحيح أنكم قد أشرتم إلى عدم تمكنكم من التحقق من صحة تلك الاتهامات بسبب عدم سماح الحكومة لكم بدخول صعدة إلا أنكم جزمتم في جزء آخر من التقرير بوقوعها، وهذا تسبب في تضليل الرأي العام. حيث أوردت وسائل الإعلام تلك الاتهامات كحقائق ولم تورد إشارتكم إلى عدم تمكنكم من التحقق من صحتها.

وهذا العمل يصب في مصلحة المحرضين على الحرب الذين يبحثون عن ذرائع لاستمرارها.

  إننا نؤكد لكم عدم صحة تلك الاتهامات وأننا نرحب بإجراء أي تحقيق ميداني من قبلكم لكشف ملابساتها. 
ثالثا: تجاهل التقرير قرائن وشواهد كثيرة كانت كفيلة بالخروج بنتائج أكثر واقعيه في التقرير، إن رفض السلطة دخول المنظمات الإنسانية لصعدة "حتى في فترات السلم", وعدم سماحها لمنظمتكم بإجراء تحقيقات منفردة مع النازحين, واعتقالها للصحفيين بسبب حديثهم عن الجرائم، ورفضها إجراء أي تحقيقات ميدانية مستقلة, كل ذلك كافي لإثبات عدم صحة ادعاءاتها. كما أن مطالبتنا المتكررة بإجراء تحقيقات مستقلة عن الحرب وترحيبنا بدخول المنظمات الإنسانية لصعدة و التزامنا بتوفير الحماية لها وتسهيل عملها يشير إلى صدق نوايانا.

للأسف الشديد أن مثل هذه الشواهد لم يكن لها أي اثر على تقريركم رغم أهميتها.

رابعا: أهمل تقريركم معاناة المعتقلين في السجون وتعرض بعضهم للتعذيب حتى الموت والبعض منهم للإعدام كما حدث في سجن الإصلاحية قبيل الحرب الرابعة حيث  تم قتل 6 معتقلين، كما أهمل المعتقلين اليمنيين على ذمة الحرب في السجون السعودية ، وهم من المقيمين الذين تم اعتقالهم على أسس مذهبية أو من العابرين للحدود بحثا عن العمل، بدليل أن الحكومة السعودية قد اعتقلت مئات الصوماليين و الاثيوبيين الباحثين عن عمل واتهمتهم بالمشاركة في الحرب إلى جانبنا.

خاتمة:
 
إننا نشعر بالأسف لهذا التقرير لأنه ساهم في تضليل الرأي العام وأخفى حقيقة تعرض شريحة واسعة من مكونات المجتمع اليمني لحرب إبادة جماعية، إلا انه لا يزال في وسعكم تصحيح هذا الأمر بزيارة محافظة صعده والمناطق الأخرى لمشاهدة حجم الدمار وإجراء التحقيقات الميدانية اللازمة، ونكرر لكم التزامنا بتوفير الحماية لفريق التحقيق و بتقديم  كافة التسهيلات الضرورية لانجاز مهمته ، وهذا ما سبق و التزمنا به لكل المنظمات الإنسانية كما نطالب بنزول لجنة من الأمم المتحدة للتحقيق ميدانيا في كل المناطق السكنية التي تضررت من الحرب.

وفي الأخير تقبلوا خالص تحياتنا.

المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
29/ ربيع الثاني/ 1431هـ


المنبرنت- خاص

تشاهدون أدناه عدداً من الأفلام من إصدارت أنصار الله منها:
- فشرد بهم
- تحت الركام
- ويسعون في الارض فساداً
- ثم يغلبون ويتكون من جزأين
- فأوردهم النار ويتكون من جزأين أيضاً

فشرد بهم:
http://www.4shared.com/video/fxFWi0r-/__online.html
تحت الركام
http://www.4shared.com/video/jnTiu7xX/___online.htm
lويسعون في الارض فساداً
http://www.4shared.com/video/4lmvOaBg/___.html

ثم يغلبون
الجزء الأول
http://www.4shared.com/video/qLRpmDAp/___.html

الجزء الثاني
http://www.4shared.com/video/a-i8OMvM/___.html

فأوردهم النار

الجزء الأول
http://www.4shared.com/video/RvXIID-u/__1.html
الجزء الثاني
http://www.4shared.com/video/lQGCq5Cq/__2.html

المنبرنت- أخبارصعدة

اكد مصدر ميداني في حرف سفيان ان مندوبي الحوثي منتظرين للجنة لليوم الثاني على التوالي وانها لم تنزل إلى المنطقة حتى ظهر اليوم الاثنين فيما اكد المصدر ان تعزيزات عسكرية قادمة من صنعاء بإتجاه محافظة صعده تقاطرت منذ فجر اليوم وما زالت في طريقها للعبور الى صعدة.

وقال المصدر في سفيان ان مواقع الجبل الاسود تطلق النار على المدينة في اوقات متقطعة من الليل والنهاروتمارس النقاط العسكرية إبتزاز الناس وإعتقالهم وأن اخر من تم إعتقالهم خلال اليومين الماضيين هم :ـ
محمد احمد هبة
فهد هبة
عقيل العمراني .

وقال المصدر ان هذا الاعتقال اثار تخوف كثيرين في المنطقة من عودة حملات الاعتقالات والتي تكون في العادة تصعيد خطير ينذر بعودة الحرب

وقال المصدر بينما المجتمع ينتظر عودة المعتقلين السابقين والافراج عنهم تحدث مثل هذه التصرفات التي تكهرب الاجواء وتعكس حالات سلبية.

وفي محافظة صعدة اكد مصدر في ضحيان ان بعض عناصر القبائل المحسوبين على بعض المشائخ قاموا بالتقطع على أهالي ضحيان خارج منطقة مجز في الطريق الرئيسي الذي يربط صعده وعلب على خلفية نزاع قبلي وخلال التقطع حدث إطلاق نار قتل على إثرها مواطن  وجرح إثنان  فيما قتل احد المتقطعين.

 بسم الله الرحمن الرحيم

اليمن ـ صعدة
12/4/2010م

أفواج من المواطنين تستقبل وتشيع موكب الشهداء بعد استلامهم من السعودية

(1)

(2)

(3)

(4)

المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
27/ ربيع الثاني/ 1431هـ

المنبرنت- أخبار صعدة

اكد مصدر مطلع لاخبار صعدة ان اجتماعا عقد  الخميس8/ يوليو / 2010م في م/ صعدة بين مندوبين من اللقاء المشترك وممثلا عن الحوثيين هو الأستاذ / صالح هبرة .

واكد المصدر ان الاجتماع الذي يعتبر هو الأول من نوعه يعقد بصفة رسمية بين الطرفين واختتم بالتوقيع على محضر مشترك وقد وصف بالإجتماع الناجح والمتميز وكان فوق التوقعات حسب احد المصادر التي حضرت الإجتماع .وخلال الإجتماع المستفيض تم مناقشة أغلب القضايا التي يمر بها اليمن وعلى رأسها الحرب في صعدة والمشاكل في الجنوب وتم النظر في المعالجات المفيدة للخروج من هذه الازمات المتفاقمة وفق حوار وطني شامل لا يستثني احدا من أبناء اليمن للخروج برؤية وطنية شاملة كون الجميع معني بما يحدث من مشاكل وفتن وحروب خاصة أن أثارها لم تعد بيد صناع القرار فحسب بل تعود بالضرر على كل فرد وجماعة من أبناء الشعب اليمني .

واكدت مصادر متطابقة ان هذا الإجتماع كان تتويجا لحوارات مستمرة بين الطرفين بدأت خلال الحرب السادسة والتي يعتبرها مراقبون أنها بدأت يوم اعلن الحوثيون ترحيبهم برؤية الإنقاذ الوطني التي قدمها احزاب اللقاء المشترك وبعض الاطياف السياسية في البلد .

وكانت مصادر حوثية قد أكدت فيما سبق إمكانية عقد تحالفات ثنائية مع مجموعة أحزاب اللقاء المشترك كون الطرفين يلمسون أهمية ذلك التحالف .

وفي إتصال هاتفي مع الأستاذ / صالح هبرة سألناه عن الإجتماع الذي عقد وما حدث خلاله فقال نعم لقد وقع الإجتماع في أجواء إيجابية وتفاهم كبير واصفا الإجتماع بالجوهري الناجح ويمثل نقطة بداية كونه تم التوقيع على وثيقة مشتركة بين الطرفين تضمنت أهم المحاور والأسس المشتركة والتي سيبنى عليها خطوات وخطوات تؤدي إلى مشروع وطني شامل ينتشل اليمن من الأزمات التي تحيط به وتوصله إلى بر الأمان حسب وصفه .

وقال هبرة إن الاخوة في اللقاء المشترك حريصون كل الحرص على الأمن والإستقرار في اليمن وعدم عودة حرب صعدة ويسعون إلى إيجاد معالجات تأتي في إطار وطني شامل تضمن عدم عودتها من جديد .

المنبرنت- أخبارصعدة

قال مصدر في المكتب الإعلامي للحوثيين ان مسلسل إنفجارات الالغام والقنابل ومخلفات الحرب مستمرة حيث إنفجرت قنبلة هذا اليوم في منطقة المروي بمحاذاة الملاحيط وبجوار إحدى الأسر وقد سقط العديد من الشهداء والجرحى.
وأضاف المصدر ان لغما اخر إنفجر في الرماديات منطقة ولدجبر بمجموعة من المواشي وهي ترعى وكانت الرماديات موقعا عسكريا يتبع اللواء 105 سابقا .وحول تعليق لجنة سفيان عملها قال المصدر إن ما تضمنه بيان اللجنة غير معقول ولا منطقي كونه تضمن مشاكل المنطقة من قطاعات وثارات ، و التي ما عاشت  يوما واحدا بلا قطاع قبلي أو مشكلة ثأر .
وسخر المصدر من بيان اللجنة الذي تضمن عبارة نهب معاشات الضمان الإجتماعي ، وإطلاق نار على مواطن ، وإحتجاز جنود  قائلا  وهل حرف سفيان لا تعرف ذلك فنحن  لا نتحمل مشاكل المنطقة التاريخية وعلى السلطة ان تسعى إلى حلها لا دعم القبائل وتسليحها من اجل التفكك والضياع والقطاعات وغيرها .

وقال المصدر إن أكثر من 80 قطاع يحدث في طريق مارب صنعاء ويتم تفجير أنابيب النفط ويتم إحتجاز الجنود وهذه أشياء معروفة ومعتادة عند بعض القبائل في هذه المناطق .

وقال المصدر إن الخطوات التي قدموها تثبت وبما لا يدع مجالا للشك حرصهم على السلام والإستقرار ورغبتهم في عودة الحياة الى طبيعتها بينما السلطة ما زالت تماطل في الإفراج عن المعتقلين على ذمة القضية ولم نسمع من اللجنة بيانا واحدا أو إستنكار او حتى تنويه !!!!

المنبرنت- خاص

قال ابو مالك مندوب السيد عبدالملك الحوثي في اللجان  إن ما صدر من لجنة حرف سفيان من تعليق عملها هو يأتي في إطار واضح ومكشوف من اجل الهروب من الالتزامات التي سبق وان إلتزمت بها اللجان حول الإفراج عن المعتقلين على ذمة قضية صعدة، بعدما قدمنا خطوات كبيرة آخرها الإفراج عن كل الأسرى الموجودين لدينا وإخلاء المباني العسكرية وتسليمها للسلطة المحلية.
وأضاف ابو مالك:  إن تلك العبارات التي تضمنها البيان والتي حاولت تحملينا مسؤولية ما يجريمن قطاعات قبلية ومشاكل وثارات في المنطقة تؤكد أن اللجنة لم تجد نقطة واحدة تسجلها علينا إلا تلك الدعاوي التي هي في مجملها لا تعنينا ولم نكن المسئولين عنها وإنما تؤكد ان اللجنة ليست حيادية ولا تملك دليلا منطقيا على دعواها وما ذكرته من تقطع في الطريق واحتجاز ناقلات نفط ونهب معاشات الضمان الاجتماعي وإطلاق نار على مواطن هنا أو هناك يدل على إفلاسها وهروبها المكشوف فكل هذه قضايا لا تعنينا فالجميع يعرف ان مناطق سفيان وبرط والجوف ومارب هي مناطق صراعات قبلية وقطاعات مستمرة .

وأكد ابو مالك انهم يقومون بأدوار إيجابية مع القبائل التي يمتلكون معها علاقات إجتماعية من اجل تخفيف القطاعات القبلية على الطرق الرئيسية والفرعية وان جهات نافذة  تسعى إلى تأجيج الصراعات القبلية باستمرار حتى لا تعرف تلك المناطق الامن ولا الإستقرار .

وأكد ابو مالك انهم في الاسبوع المنصرم قاموا بعمل وساطة بين قبيلة تقطعت لأفراد من الجيش على خلفية مطالب خاصة بهم ، وبعدما طلبت اللجنة منهم التدخل تدخلوا لدى القبيلة المعنية وسلموا بنادق تحكيم وطلبوا منهم الإفراج عن الجنود كون المرحلة في المنطقة تمر بحالة يجب ان لا يحدث فيها قطاعات ولا اعتداء على احد.

وأضاف : ولكن ما إن أكملنا وساطتنا حتى فوجئنا بتصريحات إعلامية تقول اننا من اختطفناهم ومن سلمناهم وبهذه الوسائل الغير مؤدبة فهمنا ان اطرافا معنية تسعى إلى الزج بالقبائل للقيام بعمليات التقطع وغيرها من اجل إيجاد ذرائع لكي تتوقف اللجان عما نطالبها به بعدما نفذنا كل ما طلب منا وأثبتنا ذلك ميدانيا.

وختم ابو مالك تصريحة بقوله :  نؤكد أنه لم يكن هناك داعي لما صدر من اللجنة ونحن نؤكد أنه لا صحة لما صدر في ذلك البيان جملة وتفصيلا وفي توقيته وإفلاسه تطرح الكثير من علامات الإستفهام.

المنبرنت- الإشتراكي نت

كشف الصحفي والسياسي محمد محمد المقالح خفايا ووقائع إخفائه القسري التي لم يصرح بها منذ خروجه من المعتقل.
وخص المقالح الاشتراكي نت وصحيفة الثوري بتفاصيل مثيرة واجهته وذلك في أول حوار شامل بشأن قضيته التي شغلت الوسط الحفي والسياسي طيلة أكثر من ستة أشهر هي فترة إخفائه واعتقاله.
وقال المقالح إنه أسال الدم من منطقة في جسده ليكتب به معلوماتعن نفسه على جدار السجن السري الذي أخفي فيه نحو أربعة أشهر وهو سجن يقول إنه خارج العاصمة.
وأضاف المقالح أنه كتب بمواد أخرى على لوح خشبي كان يغطي نوافذ السجن فعجز الخاطفون عن محوه.
ويجزم المقالح أنه يعرف موقع السجن السر ي الذي أخفي فيه. وق د ضمًن السياسي الاشتراكي الذي تعرض لواحد من أفظع انتهاكات حقوق الإنسان حديثه كثيراً من الحوادث الت ي لم يسبق له أن أفصح عنها منذ إطلاق سراحه قبل أسبوع.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه معه المحرر في الاشتراكي نت خالد عبدالهادي:

- عرف الناس الظاهر من محمد المقالح وقد برى التغييب جسده لكن باطنه ما زال مطوياً، ماذا بشأنه، أما من شيء تغير ؟

** أنا دائماً أقول عن نفسي أن شخصيتي مفتوحة، بمعنى أني لا استطيع أن أخفي ما في باطني، قد لا يكون لي دور ارادوي في هذا الموضوع ولكن استطيع القول إن ر وحي كانت أعلى في السجن، وطوال فترة الاختطاف شعرت أنني اكتسبت إضافات جديدة لهذه الإرادة، يعني اختبرت إرادتي ونجحت، واعتقد ان هذا كان محل اختبار حقيقي وصعب. كان لدي مشاعر خوف، ا...لإنسان في النهاية يمر بلحظات كثيرة جداً وأنا واحد من هؤلاء الناس. ولكن السؤال هو إلى أين تنتهي ... في كل لحظة تمر على الإنسان مشاعر متناقضة ومضطربة ولكن في النهاية من يتغلب، هذا ما اعتقده؛ تغلبت إرادتي على مشاعر الضعف لدي.

- بتوضيح أكثر، هل مواقفك وقناعاتك ما زالت هي التي كانت قبل خطفك؟

** لم أفكر لحظة في أن أغير قناعاتي بسبب إرهاب أو خوف، قد تنتابني مشاعر خوف وهذا ما قلته لخاطفي، الإنسان يخاف من الموت، وأنا خفت من الموت حقيقة ولكن لم تخطر في بالي لحظة أن مشاعر الخوف هذه يمكن أن تؤثر، بالعكس، كانت تستفزني للمواجهة؛ ..حصلت مواجهات عديدة مع خاطفي وبالذات مع الذين جاؤوا يعترفون بأنهم جهاز أمني، واجهتهم بقوة يعرفونها أصلاً سلفاً.

- هذا بشأن القناعات والمواقف، ماذا بشأن عاداتك، طباعك أو فلسفتك للحياة, للأصحاب و المهنة ونحو ذلك؟

** كانت فترة تأمل طويلة وعميقة، الإنسان في مثل هذه الظروف، تمر الحياة أمامه بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة وعلى مدى مراحل عمره ولا شك أنها أفادتني بمعنى أني اكتشفت مواطن التقصير في حياتي، مواطن الضعف، مواطن القوة.. اكتشفت كثيراً من أخطائي في الحياة وبالذات تقصيري تجاه أسرتي، تقصيري تجاه نفسي. وساعدتني مرحلة السجن في اغناء الفكرة وتطويرها وقررت فعلاً، مثلاً عندي كتابات كثيرة لم تخرج للناس وفكرت أن أتفرغ بعد خروجي لإخراجها على شكل كتاب أفضل من أن تكون على شكل مقالات، المقالات تُنسى سريعاً.

- أفهم من هذا أنه لو عاد بك الزمن إلى ما قبل الحرب السادسة في صعدة أنك ستؤدي نفس الأداء وتغطي الحرب بنفس التغطية؟

** نعم، موضوع الحرب كان موضوعاً محسوماً بالنسبة لي، أنا عرفت أن هناك عملية إرهاب للناس هدفها تغطية الحقيقة وقررت أن أكسر هذا التوجه وألا أرضخ لما يراد للناس أن يفكروا به أو أن يلتزموا به من سقوف معينة تغطي أو تشوه أو تضعف حقائق الأشياء، على سبيل المثال، قلت لهم أنتم كنتم تريدون حرباً دون أن تعرفوا نتائجها؛ ,,,نتائجها في الإنسان، ...في النساء، في الأطفال، في البيوت المدمرة، في الأشلاء الممزقة، تريدون ألا تؤنبكم ضمائركم، تريدون أن تقتلوا دون أن تؤنبكم ضمائركم. الإعلام يساعدكم، يقول لكم حتى الحرب فيها قوانين فأنتم لا تستفيدون للأسف فانتبهوا لأن الذي لا يسير في السياق العام لما قررتموه سلفاً هو ضدكم وعدو وخصم لأنه يكسر سياساتكم التي قررتموها سلفاً. هذا بالنسبة لي أمر محسوم، يعني بالعكس يمكن أننا قصرنا في تغطية أهداف الحرب؛ الحرب كانت كارثة حقيقية على اليمنيين وهم اكتشفوها في الأخير. أن تحرك جيش الجمهورية اليمنية بطائراته، بدباباته، بصواريخه وفي النهاية نتائجها (الحرب) هي على الإنسان، على الأرض، على حياة اليمنيين وعلاقاتهم. هذا كان لابد أن يعرفوه والإعلام كان يجب أن ينشغل بهذا الموضوع، واعتقد أن على "الاشتراكي نت" أن يعتز بتغطيته الإخبارية فالمهنية أن تكشف الحقيقة لا أن تغطيها.

- يعني قد استقر في نفسك أن موقفك من حرب صعدة سبب لما حدث لك أم يأتي في سياق آخر؟

** أعتقد أن ما حدث لي كانت رسالة مزدوجة لتحقيق أكثر من هدف؛ كانت رسالة لأصحاب الرأي. ...هم تجرأوا جرأة كبيرة في اختطافي ثم اعتقالي واعتقدوا أن هذا سيكون رسالة قمعية لكل أصحاب الرأي، إذا اعتقلنا محمد المقالح الذي موقفه واضح في موضوع الحرب، الآخرون سيفهمون وهي ليست في موضوع الحرب، في قضايا كثيرة نختلف فيها، الأمر الثاني أنها رسالة لي شخصياً أي هل اذا مورست عليه القسوة والوحشية سيتغير، هم اختبروها وربما اكتشفوا في الأخير أنهم كانوا خاطئين. ..كانت ايضا محاولة مكشوفة لأن يعزلوا موقفي عن موقف الحزب ليظهروه أنه موقف شخصي.

- قيل إن رئيس الجمهورية حين أمر بإطلاق سراحك قال لأحد المفاوضين العاملين في لجنة بصعدة ما معناه أن: قد أطلقناه وهذه رسالة للاشتراكي. كيف تقرأ هذا؟

** للرئيس أن يقرر ما يريد لكن اعتقد أنه من الممكن أن يكون قد قالها لأكثر من طرف. ولا شك أن الحزب الاشتراكي كان له دور أساسي، في النهاية أنا قيادي في الحزب الاشتراكي.

- ذات مرة قلت في حديث غير رسمي انك تعرف تركيبة النظام الحاكم وما يزعجه هل تعتقد أن خطفك يصب في هذه الخانة؟

** ربما. هذه المقولة أنا قد قلتها في الصحافة، إن هناك سقوفاً معينة حددتها السلطة وهناك كثير من الناس يعرفون هذه السقوف ويلتزمون بها، هناك ناس آخرون يعرفون هذه السقوف ولا يلتزمون بها، وهناك ناس لا يعرفون هذه السقوف وبالتالي لا يلتزمون بها وحين يكتشفونها، يلتزمون بها. أنا منذ بداية حياتي السياسية كنت أشعر أن هذه السقوف هي مشكلة اليمن، اذا لم تتعداها ستظل المشكلة قائمة ...مثلاً من هذه السقوف: الحديث عن مصادرة الجمهورية اليمنية، الحديث عن قضايا توريث الوظيفة وعن دور الجيش في الحياة الوطنية اليمنية، الحديث عن قضايا الصراع الاجتماعي الذي يراد له أن يستمر بين هذه الفئة وتلك وبين هذا المذهب وذاك. فلسفتي هي أن نتعدى هذه السقوف ليس بدافع الخصومة ولكن بهدف أن تخرج اليمن من مأساتها. على سبيل المثال عندما تختلف السلطة مع جماعة ما، فاذا بها تحملها كل تمذهبات التاريخ، تحملها الصراع الهاشمي القحطاني، الصراع الملكي الجمهوري، الصراع الشمالي الجنوبي، الصراع الحاشد ي البكيلي. بينما قد تكون المشكلة خارج هذه السياقات كلها، ولكن تُغيب الحقائق بهذه العناوين التي يصطف الناس حولها أو معها دون وعي بخطورتها على استمرار وتعميق المشكلة اليمنية.

- إلحاقاً بما سبق، ألم يعرض عليك الخاطفون مقايضة متصلة بهذا السياق، أقصد، الإفراج عنك مقابل تغيير قناعاتك؟

** هم لم يعرضوا عليَّ أي عرض، بمعنى أنهم لم يكاشفوني بها ولكن كنت أشعر بأنهم يريدون أن يوصلوني في لحظة من اللحظات أنهار فيها وأبدا البحث عن مخرج: عن رسالة من نوع ما، عن استغاثة من نوع ما، عن مناشدة ولذلك أنا جربتهم مرة، اختبرت فيهم هذا البعد الذي كنت أحس به.

- كيف؟

** قلت لهم اعطوني قلماً وبياضاً (أشتي) أكتب رسالة للشيخ، فالشخص الذي كان يوصلني بالخاطفين وكان الوحيد مكشوف الوجه، لم يدرك هذا البعد قال لي ممنوع عليك القلم فقلت له قل لأصحابك ذلك وسترى فجاءني في المساء يقول قد أعطيتك قلماً وبياضاً. أنا عرفت أن اختباري نجح فقلت له (خلاص) لا احتاجهما الآن، كان مزاجي مختلفاً حين طلبتهما، كنت أشتي أسب صاحبكم والآن ما اشتيش.

- ولم تنقل إليك رغبة من رئيس الجمهورية، طلب إليك أن تؤتيها؟

** رئيس الجمهورية لم يذكر طوال فترة الخطف إلا مرة واحدة عندما رفضت التحقيق لما جاؤوا يعترفون بأنهم جهاز أمني هو الذي اختطفني.

- من أي جهاز قالوا لك؟

** هم لم يقولوا من أي جهة حتى اني اعتقدت في البداية أنهم من الأمن السياسي وتكلمت عن مقالي بأن الأمن السياسي أفضل من الأمن القومي وهم كشفوا لي بطريقة غير مباشرة، قالوا أيش فيه الأمن القومي، ما المشكلة. بسبب مقالي الذي نشرته بعنوان (رحم الله النباش الأول) وهذه حكاية شعبية (يعيد روايتها كما أوردها في المقال) وكانت مقارنة بين الأمن القومي والأمن السياسي. إن الأمن القومي يريد أن يقدم نفسه بصورة أكثر قسوة ووحشية وهو يعتقد أن الهيبة والمكانة سيكتسبهما من هذه الصورة وهو فهم خاطئ، هو يكتسب مكانته من التزامه بالقانون وتقديم صورة أفضل، لكن اذا اعتقد أن هذه الأعمال الت ي تتسم بالبلطجة والإرهاب والرعب والوحشية هي التي ستقدمه بصورة جديدة للمجتمع فهو على خطأ كبير وربما اكتشف من مشكلتي أن سمعته ومكانته الآن في الحضيض ولن ترتفع وان وضعه قبل اختطاف محمد المقالح أفضل من وضعه الآن بألف مرة.

- حين رفضت التجاوب مع التحقيق ماذا كان ردهم؟

** حاولوا مرات تلو المرات وكان موقفي حاسماً، قلت لهم أنا في هذا الوضع الصعب لكني سأرفض مطلقاً لأني كنت اعتقد أن أي تنازل في معتقداتي وآرائي وأفكاري هو موت لمحمد المقالح، في هذه اللحظة أنا أكون قد قررت قتل محمد المقالح. هذا كان بالنسبة لي محسوماً ولذلك قالوا ليس هناك تحقيق. فقلت لهم أنا لست ضد التحقيق، أنا أريد أن يستدعيني الجهاز الأمني المعني في الدولة بطريقة قانونية وأنا سأستجيب وأجيب على أي سؤال تريدونه، ليس لدي أي شيء أخفيه وهم يعرفون هذا جيداً والأمر الثاني انني كنت في مكان غير شرعي،( أنا في سجن سري )قالوا ايش من سجن سري محاش في جونتناموا فرديت هذا أكثر من جوانتانامو، جوانتانامو معلن. ربما لأول مرة يسمع السجان في حياته ان هذا سجن سري وهو نفسه من يدير هذا السجن لا يعرف توصيفه. أنا سمعت في الأمن السياسي أن هذه السجون تسمى (االبيوت الآمنة.) عندهم توصيف لهذه السجون المؤقتة والسرية. هذه السجون موجودة في صنعاء وفي خارج صنعاء وهي عبارة عن بيوت يتم استئجارها أو امتلاكها وإيداع الناس فيها دون أن تعلم حتى بعض مؤسسات الدولة المعنية. وقرأت للمحقق هذه الآية: "ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون" أنا اشتغل بالشأن العام وأطالب الناس بتطبيق الدستور والقانون وآتي أنا وأكسر هذه المطالب. قلت له أنا أخجل عندما أقول لابني لا تخزن وأنا أخزن، طبعاً هو أكمل الآية وكان واضحاً أن عنده معارف وبعض الثقافة وتكلمنا في الت اريخ.

- كأنك أنست إليه؟

** بعد أن رفضت التحقيق قالوا نريد أن نسمع حول قضايا كثيرة قلت له لا تعتبر هذا أي تحقيق. لو يستفيد صاحب القرار ممكن أن يقول الواحد رأيه. فقال: وهذا الكلام يُنقل إلى صاحب القرار مباشرة. هنا يمكن الحديث عن الرئيس من دون أن يذكر اسمه المهم قال ان ما سأقوله سيكون مصوراً ومكتوباً. فقلت له على أية حال في موضوع صعدة آرائي معروفة ومعلنة وآخر مرة كتبت عنها من السجن الاحتياطي وهي رسالة مهمة جداً، سألتهم إن كانوا اطلعوا عليها، قالوا لا. فقلت لهم اذهبوا الآن واسحبوها من "الاشتراكي نت" واذا لم تطلعوا عليها فلن تستطيعوا حتى أن تستفيدوا مما سأقوله.

- وفعلوا؟

** مرة ثانية قالوا لا. لكن فهمت أنهم سحبوها. وقلت له (المحقق) أنا طرحت آرائي المقتنع بها بالكامل لرئيس الجمهورية. ليس لدي رأي آخر مخالف لما أعلنت. أنا لم أكتب في الحرب الأخيرة شيئاً لأنه اعتقد أني كتبت كل شيىء في مشكلة صعدة .... قلت له أنا كنت مشغولاً في منظمات الحزب الاشتراكي وبدأنا ندخل في الحزب الاشتراكي، سألني أين حضرت قلت له حضرت مؤتمرات المديريات، وسألني هنا عن الحراك الجنوبي ومشاركتي في المهرجانات. فقلت له لديكم كل حاجة أنا شاركت في أكثر من مهرجان ثم استمر هذا الحديث، تكلمنا في التاريخ حتى. في تاريخ صعدة فقال لي: صعدة أنتهت يا أخي. طبعاً أنا كنت منقطعاً عن العال م فرددت عليه الحمدلله انتهت الحرب قال لا، انتهت صعدة. قلت له كيف؟، يعني هو يريد أن يقول لي انتهى الحوثيون. قلت له أنا منقطع عن العالم لكنني استطيع أن أحلف يمين أنكم لن تدخلوا صعدة بالحرب يقيناً ولو قُتلت كل قيادات الحوثيين لما حلت مشكلة صعدة بالحرب ولو كانت الحرب حلت مشكلة صعدة فقد كنتم في مران بالكامل، كان في كل تبة جيش والآن مران أكثر البؤر الحوثية عنفواناً، وذكرت لهم الحملة التركية الأولى، اقرؤوا التاريخ تعرفوا مجتمعكم والحملة التركية الثانية وحملات المصريين والحروب الملكية الجمهورية، دخلت الجمهورية صعدة بالسلام. قال لي ولذلك سميت مدينة السلام.

- كانت أول مرة تتحدث فيها إلى شخص خلال فترة ال إخفاء؟

** طبعاً جاؤوا المرة الأولى والمرة الثانية، بدأت استمتع بالحديث مع الآخرين، وعندما اكتشفت أنهم جهة أمنية كنت أكثر قوة وصارحتهم بعنف وقوة أكثر.

- خلال مرحلة الإخفاء، أما حاولت ان تخترق نفسيات الخاطفين؟ كثيرون كانوا يتوقعون أن محمد المقالح بعفويته وطيبته سيربط صلة مع أي سجان يتولى أمره؟

  ** هذا التوقع صحيح. ولا أخفيك أنني حاولت كثيراً ولكن ربما أول مرة أواجه صعوبة حقيقية. الوضع كان صعباً بالنسبة للحارس، هو يتسلم معاشه من قائد السجن. حاولت وكنت أشعر بأنه يتمنى أن يتغير لكنه لا يستطيع. انتصرت أمام آخرين غير هذا الأخ. الملثمون أنفسهم كان بعضهم يبادرني بالدخول إلى الغرفة وهو ملثم، كان عندهم مشاعر إنسانية أكثر ممن هو كاشف عن وج هه واعتقد أن أحدهم ترك العمل.

- لماذا؟

** اعتقد بسبب تأكده تماماً أنه يرتكب خطأً وبسبب ما نشأ من علاقة ودية ، هكذا وجد تعاطفاً حقيقياً مع قضيتي .

- أنت لا تعرف أحداً منهم الآن؟

** هذا الأخ (غير الملثم) أعرفه بشكله لكن لا أعرف اسمه.

- ماذا لو قابلته مرة أخرى. كيف ستقابله وما ستقول له؟

** بالمناسبة، أنا لا أحقد عليهم، وهذه واحدة من نقاط قوة شخصيتي، أنا اعتز بنفسيتي، لا اشعر بالحقد واعتبر مشاعر الحقد نقصاً. أتمنى ألا أراه لأني سأكون ملزماً بتقديمه إلى المحاكمة وسيكون ضحية للتغطية على الخاطفين الحقيقيين الذين هم مسؤولوه وقادته. طبعاً هو يتحمل مسؤولية، ليس هناك إنسان يشارك في اخطأ ويقول انه لا يستطيع تحمل مسؤولية.

- أنت تروي أنك قلت لهم دعوني أظل إنساناً طبيعياً غير موتور أو حاقد.. الآن بعدما حدث لك كم هو منسوب الحقد في نفسك على الجهة التي دبرت هذه الحادثة؟

** صدقني أن هذا كان واحداً من الأشياء التي كنت أخاف من أن تؤثر على إنسانيتي.. كان هذا واحداً من التحديات الكبيرة، لذلك واجهتهم بهذا، قلت لهم انتم متوحشون حقيقة. بعد لحظات الرعب الحقيقية التي شعرت فيها بأنهم سيقتلوني وهم أوحوا لي بذلك. حين جاء الحديث عن المحكمة ورفضي للتحقيق، حدثتهم عن هذا السلوك الوحشي، قالوا لي: لماذا هذا قضاء. فقلت لهم القضاء أداة من أدوات الأجهزة الأمنية وذكروا أسماء قضاة؛ ..محسن علوان وسعيد العاقل وقالوا لي هل تعتبرهما متوحشين أكثر منا. فقلت هم (القضاة) ليسوا متوحشين أكثر منكم ولكنهم سيحاولون أن يرضوكم فيبدون متوحشين أكثر منكم. وقلت لهم أنا أعرف أنكم في مأزق حقيقي وأنتم لعبتم لعبة خطيرة (لعبة الخطف والإخفاء) خطيرة جداً يمكن أ ن تنتهي بالقتل حتى لو لم تكونوا تريدون القتل، فالأفضل لكم أن تتركوني وصعقت بصورة حقيقية واستغربت لأنكم اعترفتم بأنكم جهاز أمني، كنت اعتقد بأنكم ستفرجون عني بنفس الطريقة التي اختطفتموني بها الأن عليكم أن تتحملوا مسؤولية هذا العمل الإجرامي ولكنكم تريدون أن تغطوا الآن على هذا العمل بالقضاء. فالأفضل لكم أن تقللوا من أخطائكم لا أن تواصلوها. أما موضوع الحقد فقلت لهم أنا محمد المقالح لا أريد أن أتغير. أنا إنسان طبيعي بمعنى أني أحزن وأفرح وأبكي وأضحك لأسباب يكون لها وقع خاص في نفسي، عندما تمارسون القسوة هي ستؤثر على هذه المعاني. وأنا أخاف على نفسي من أن أتحول إلى إنسان موتور. وللأسف الشديد أجهزة الأمن ليس في اليمن فقط حولت ناساً جميلين جداً إلى شخصيات حاقدة.

- أفهم من هذا أن نفسك لا تحدثك بالثأر من الجهة الخ اطفة إن تمكنت منها افتراضاً؟

** لا. لن أثأر منهم. أنا اختبرت نفسي بالمناسبة بعدما علمت بأسبوع أو عشرة أيام أن حرب صعدة توقفت شعرت أني سعيد. وكان قرار وقف الحرب اختباراً لنفسي، اكتشفت أني لم أحقد. لو كنت إنساناً حاقداً موتوراً وأثرت فيّ هذه القسوة، كنت سأقول ليقتتلوا حتى النهاية وكثيرون يقولون لهم هذا ويعتبرونهم أصحابهم. كان همي أن تتوقف الحرب فتوقفت وشعرت بنفسي أني محمد المقالح الذي لم تغير فيه قسوة. لن أثأر منهم ولن انتقم، لكن لن أضيع حقي، أريد أن يُحاسبوا على ما ارتكبوا ليس بدافع الثأر ولكن بدافع التمسك بالحقوق حتى لا تتكرر الجرائم والأخطاء وحتى يغسلوا ضمائرهم. اذا اعترفوا واعتذروا وحوسبوا هو لصالحهم قبل أن يكون لصالحي.

- أراك تنحو مبدأًً مهاتمياً!

** (يضحك) لم أفكر في أي لحظة أن أحقق انتصاراً لا على الدولة ولا على غيرها ولا أريد أن أصنع مني بطلاً. وأنا مش بطل. أنا محمد المقالح، المواطن اليمن ي الذي يخاف على نفسه أن تتغير باتجاه سلبي.

- في حياة الإنسان، لحظات ضعف تنال منه وهي لحظات عميقة وراقية وليست مأخذاً عليه، هل مررت بهذه اللحظات خلال فترة إخفائك؟

  ** أكيد. أنا اكتشفت أن جريمة الإخفاء هي من أبشع الجرائم وأعتقد أنها أبشع من جريمة القتل والإنسان في جريمة الإخفاء يموت في كل لحظة، يشعر في كل لحظة أنه معرض للقتل ويشعر أن حياته لم تعد ملكاً له ولخاطفيه، أصبحت ملكاً لطرف ثالث يتحكم بها؛ يعني يمكن أن يكون هدف الخاطف الضغط أو ايصال رسالة ولكن تداعيات الحدث في الخارج تفرض على الخاطف أن يتخلص من المخطوف بقتله ولكن بالمناسبة، في اللحظة التي كنت أشعر فيها بأن من الممكن أن أُقتل، كنت أشعر في ذات اللحظة بأن من الممكن أن يفرج عني. في اي وقت ... كانت هناك مشاعر مضطربة ومفارقات عجيبة.

- كيف جاريت هذه اللحظات أو بمَ جاريتها ؟

** أنت قلت كلاماً جميلاً بأن الضعف الإنساني طبيعة إنسانية عميقة، تكشف عما بداخل الإنسان. لا أقول اني كنت ذا إرادة جبارة وفولاذية. أنا بكيت في السجن وتذكرت أطفالي.

- كم مرة بكيت؟

  ** كثيراً، كنت كلما أتذكر أطفالي، أصدقائي وكل الناس الذين أعرفهم مروا على خاطري وذاكرتي، كنت أعرف أنهم معي وأراهم أمامي، مثلاً اللحظات التي كنت أتذكر فيها استيقاظ أطفالي من النوم، يوم العيد، ..شهيد (ابنه) يمكن أن يسافر إلى أمريكا وأنا لا أستطيع أن أودعه، تذكرت أمي وأبي وكل أصدقائي والقرية وصنعاء. كل هذه كانت مشاعر تغمرني بالحزن الشديد لكن لم أكشف لهم (الخاطفين) هذه المشاعر.

- هل كنت تختلس البكاء أم تبكي في حضور الخاطفين؟

** كنت أبكي بين يدي الله، هم أنفسهم لم يلحظوا لحظة ضعف واحدة مني، كان هذا صراع إرادات حقيقية، هذا الذي ساعدني على الصمود. كنت أشعر أن هناك صراع وعي وأن الفارق بين الانتصار والهزيمة هو فارق بسيط جداً وساعدني القرآن في كثير من آياته الجميلة على الصبر، واجهت بقوة الصبر "واستعينوا بالصبر والصلاة" واكتشفت أن الصبر جميل جداً "وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين". بمعنى لا تستطيع أن تقول سأصبر بمجرد القول، لابد أن تختبر نفسك وهذه الفترة هي التي اختبرت فيها نفسي وقد نجحت وانتصرت فيها نفسي. لم انتصر على أحد، انتصرت لنفسي.

- هذا يعني أنك راضٍ عن ثبات نفسك في مواجهة محنتك؟

** الحمد لله، أكثر من هذا، حين خرجت غمرتني مشاعر الاطمئنان والرضا أكثر. مثلاً، حين رأيت أولادي الذين كنت اعتبرهم نقطة ضعفي الحقيقية وجدتهم أقوياء جداً جداً إلى درجة أني لم أصدق، تصور، كل أطفالي يعتصمون يومياً. أنا لم أفعل هذا في حياتي، كانت أمنية في حياتي ( الاعتصام في التحرير )ولم أجربها، حاولت مرة أن أقنع بعض زملائي في المعارضة ولم انجح. لكن سما وهاجر وآية وشمس وشهيد وأخي عبدالملك اعتصموا مساء في ميدان التحرير ومعهم آخرون وذهبوا إلى الأمن القومي ووجهوا بعنف، كل هذا زادني قوة وعزيمة. نقطة الضعف تحولت عندي إلى نقطة قوة.

- إلحاقاً بذلك، تقول إنك هزمت خاطفيك، أي علامات أشعرتك بهذا الإحساس؟

** هم كانوا مهزومين من اللحظة الأولى، اللجوء إلى الاختطاف هو تعبير عن هزيمة وضعف أمام الكلمة، لم يستطيعوا أن يواجهوا الحجة بالحجة وأنا تحديتهم أن يقدموا ضدي أي شيء خارج الدستور والقانون. وكان آخر بيان صدر ضد موقع الاشتراكي نت من وزارة الدفاع قبل ثلاثة أيام من اختطافي. كان هذا تهديداً مبطناً لما عبر عنه بالخطف مع أني قلت لهم قدموني إلى المحاكمة ولو كانوا شجعاناً لأخذوا هذا التحدي على محمل الجد لكنهم كشفوا عن ضعفهم وهزيمتهم وكان شعوري بالانتصار في لحظة اختطافي. عندما يلجأ الإنسان إلى هذه الوسائل القبيحة تعرف أنه عاجز، ثم ظهرت هزيمتهم عندما اكتشفوا أن إرادتي لم تنكسر وظهر عليهم الإرباك والتشويش والهزيمة عندما رأوا أن الرأي العام لم يستسلم لخطابهم ومنطقهم الذي أرادوا أن يحصروا الناس فيه وقد قلت لهم في التحقيق أن لا أحد صدقكم بأن عبدالكريم الخيواني في الخلية التي لفقتموها ضده ولو أتيتم بي من جبهة الحرب لن يصدقكم الناس أن محمد المقالح كان في جبهة الحرب. الناس سيقيسون محمد المقالح من خلال سياقه التاريخي والعام وليس من خلال اتصال له مع محمد عبدالسلام أو صالح هبرة. قلت لهم هذه سخافات وأنا قلت كلاماً أكبر من هذا الذي تتحججون به وكنت أعرف أنكم تراقبون التلفونات.

- حسناً، قلت أن لا شيء تغير فيك، إذاً، فما الذي تحطم داخلك؟

  ** تحطمت داخلي مشاعر الضعف والتردد، أي أنني أصبحت أكثر اقداماً ويمكن أن أصبح أكثر حذراً. كثير من الزملاء كانوا ينبهوني إلى تلقائيتي والبساطة في الموقف، لكن هل سأستطيع أن أكون حذراً. أعتقد لن استطيع.

- هذا إشعار بأنك ستتخلى عن عفويتك؟

  ** لا استطيع ياخالد، صدقني حتى في لحظات الخوف، قلت لهم (الخاطفين) إني اكتسبت صفات من أمي أكثر من أبي. أمي كانوا يقولون عنها انها طيبة وبسيطة لكن إرادتها كانت عالية جداً رغم هذه البساطة، عليكم أن تعرفوا أني إنسان بسيط لكن ارادتي في السماء. قلت هذا حرفياً فرد عليَّ أحدهم: "ما ينسجمش، تقول إنك إنسان بسيط وطيب وإرادتك في السماء". فقلت له: ألم تقرأ الآية "محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" فأكمل هو الآية.

- ما أصعب يوم مرّ عليك في محنتك؟

** يوم اختطافي ويوم نقلي إلى الكرسي .

- ما المشاعر التي تكثفت لديك في هذا الموقف؟

  ** كانت مشاعر الموت حاضرة وشعرت أن الموت قريب جداً.. أنا طلبت من الخاطف، قبل مجيء المحققين ...قلت له أرجوك رجاءً إنسانياً، اذا قُتلت فبلغ أهلي - كنت أريد أن أخفي هذا لكن شوف ما استطعش أخفي - وقل لعيالي اني كنت أحبهم - لا أريد أن أبكي الآن - وطلبي الثاني قل لهم إن أباكم لم يتغير، مات وهو واقف. - أنا الآن أبكي لكني لم أبك أمامهم (الخاطفين) - لأني شعرت أن مشاعري تجاههم (أبناؤه) استحوذ عليها انشغالي بالسياسة وهم كبروا فأردت إبلاغهم أن انشغالي عنهم لم يكن لسبب آخر، فطمأنني أحد الخاطفين الملثمين بأنهم لن يقتلوني. فألححت عليه بطلبي، قلت له: يمكن أن أموت بجلطة أما الخاطف مكشوف الوجه فلم استطع أن أبلغه هذه الرسالة.

- مكشوف الوجه هذا، هلا وصفته؟

** (يضحك) كانت لي معه مفارقات وعلاقة لطيفة وقال لي أنت غيرت جدول حياتي.

- أعني صفاته الخلقية، ضخم الجثة، ملتحٍ، عابس الوجه، كيف هو؟

  ** هو شاب يمكن في الثلاثين من عمره لكنه كان سريع الغضب، له أمزجة معينة، يريد أن يخزن ويجلس مع أصحابه فشعر أن وجودي غير نمطه اليومي، كان يريد أن يفرض عليَّ جدوله اليومي إلا أنني فرضت عليه جدولي: طريقة خروجي من الحمام، صيامي، مواعيد نومي، فكان عليه أن يظل مستيقظاً حتى أنام في الفجر مثلاً.

- قل لي، ما زال هناك غموض في الاعتداءات العنيفة ضدك، فمثلاً قميصك تخضب بالدم، كيف وقع عليك الاعتداء ومن أي جزء في جسدك سال الدم؟

** الاعتداء وقع عليَّ حين اختطفوني، أخذوني بالقوة وضربوني بأسلحتهم في ظهري ورأسي ويدي وفخذي وربطوا معصمي بأربطة حادة، أنا رأيت الدم واعتقد أنه نزف من رأسي، لأنهم وضعوني على رأسي داخل السيارة وبدأوا يدوسون عليَّ. في اليوم التالي، شعرت بحجم العنف الذي مورس ضدي لأني لم استطع أن أتحرك وظللت على هذا الحال حوالي عشرة أيام. وظلت الدماء على ثوبي وقد صادروه حين شعروا أني متمسك به.

- ما زلنا في جو السجن، طيلة فترة إخفائك، هل من حالة تخاطر نفسي أو رؤيا في المنام نقلاك من السجن إلى عالمك الحقيقي؟

** كنت أراكم في اليقظة، كنت أرى أصدقائي وأحبابي كل لحظة، أرى شخوصهم وأسمع أصواتهم، وحلمت مرتين فقط خلال نومي، مرة والدي رأيته وهو يتألم فشعرت بألم مماثل ومرة رأيت أن سلطان السامعي زارني إلى السجن فسألته: كيف عرفت ورد عليَّ بأنهم قد كشفوا هذا السجن السري؛ كشفوه للسفير الأمريكي (يضحك) وأنهم سيطلقون سراحي بعد الحكم الصادر ضدي فقلت له وسيحاكموني، وكانوا لم يأتوا بعد للتحقيق معي.

- هل تمنيت في لحظة أن لم تكن صحفياً وسياسياً معروفاً؟

** لا. لم يحصل هذا.

- قلت إن خاطفيك نقلوك إلى سجن سري خارج العاصمة صنعاء، هل اجتهدت في التعرف على بيئة المكان حيث السجن؟

  ** نعم. كان كل همي أن أعرف في أي مكان أنا وعرفت أين كنت ولكنني لن أخبرك.

- أنت وعدتني أن تفصح لي عن خفايا.

  ** لن أفصح عن المكان المفترض ، عندي بعض المؤشرات التي تدل على القرية التي كنت فيها.

- أهي بعيدة عن العاصمة أم قريبة، في الضواحي.. أين؟

** هي قريبة ولكنها قرية.

- في أي ضاحية لصنعاء، في الشمالية أم الجنوبية، أين تقدر موقعها؟

** (يضحك) جنوبية.

- قلت لقاضي المحكمة إنها قد تكون في سنحان؟

** أنا قلت إنها في سنحان أو بني مطر وسأكتفي بهذه الإجابة.

- من عيون الشعر العربي "...ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل" كم كان حجم فسحة الأمل في نفسك خلال المحنة التي مررت بها؟

** سؤال عميق جداً، كان الأمل موجوداً ودائماً أشعر أني محاط بلطف الله وشعرت أن الناس لن يتركوني لعلاقاتي بهم ومعرفتهم بي وبلقائي مع أفكارهم وآرائهم وتطلعاتهم وآمالهم.

- ما أسوأ التوقعات التي راودتك هناك؟

** توقعاتي من هذا النوع كانت قليلة كأن ينساني أحبائي وأصدقائي لكن هذا التوقع كان يمر بسرعة دون أن أصدقه.

- هل ستختص نفسك بأشياء ولن تطلع العامة عليها؟

** أولاً هناك أشياء كثيرة لم أرصدها، ليس لأنني لا أريد قولها.. هناك قضايا ستتكشف خلال حياتي وهناك قضايا أخرى، نعم سأحتفظ بها، أريد ألا أقتلها بتصريحات صحفية ففيها أشياء جميلة في حياتي ومفيدة، حتى أن فيها جوانب ضعف بحياتي.

- لعلك ستضيفني بإحداها.

** (يضحك) أنت من أعز الناس إليَّ، إحداها تتعلق بكيفية تجاوز عملية تغييبي وأصبحت إنساناً اثبت حضوري في الغياب، كيف استطعت في غياب أي إمكانية داخل ذلك المكان أن أحكي أثر وجودي كنت قلقاً جداً من أن أموت ولا يعرف الناس أثري. كان جدار السجن صلباً جداً ولم استطع أن أخدشه فوضعت بصماتي بالدم، جرحت نفسي في مكان لم يعرفه الخاطفون، هم سيبحثون بعد أن كلمتك عن هذه الآثار.

- ماذا كتبت؟

** ليس فقط بالدم، كتبت بأشياء أخرى ولم أكن أتصور أني سأكتشفها. فوجئوا ذات يوم بأن اللوح الخشبي الذي يغطون به الشبابيك لوحة مكتوبة بالكامل؛ تاريخ الاختطاف والإخفاء القسري وكتبت أسماء الأجهزة الأمنية التي خطفتني وكتبت عن الشيخ العكيمي، أعني الشخص الذي قدم نفسه بأنه الشيخ العكيمي وأنا أشك في ذلك كما كتبت أن الجريمة لن تسقط بالتقادم. الغريب أني اكتشفت أنني استخدمت مصطلحات وجدت المحامين يطلقون نفسها على حالتي. اكتشفت أني كنت حقوقياً جيداً. وكتبت أيضاً بصبغة الجلد السوداء لجزمتي عندما كنت اضغط جلدها بقوة على الجدار. الخاطفون استغربوا وظلوا يسألوني بم كتبت على اللوح وجاءوا بالمنظفات لمحو ما كتبته. فوجئوا بذلك وقالوا هذه اللوحة الكاملة، أطلقت عليها لوحة حمورابي (يضحك) فيها تواريخ خاصة بي وأسماء أولادي وذكرت فيها اسم قريتي فصعقوا (من الكتابة ) وغضبوا وقالوا لابد أن أمسح اللوحة لكني رفضت ولن اذكر اسم المادة التي كتبت بها.. كانوا يحفرون ويلقون على اللوحة منظفات وحين جفت اتضحت الكتابة أكثر مما كانت. لذلك أنا متأكد أنهم سيغيرون اللوح بعد خروجي لكن هناك كتابات في أماكن أخرى.. هناك أشياء أيضاً لم أقلها سأقول لك منها أني سقطت مرة، أغمي عليً بسبب الجوع (صام ثلاثة اشهر )فسقطت وأدميت ورفضوا إسعافي، أيضاً كنا نتبول في القوارير وفي الأيام الأخيرة من فترة اخفائي كنت أدخن أعقاب السجائر لأنهم أعطوني كمية قليلة جداً بعد أن اعترفوا أنهم جهة أمنية. وقلت شعراً في ذلك.

- قله.

** قلت: نتبول في القوارير وندخن اعقاب السجائر / نأكل بقايا الطعام / ويغرس الوقت خناجره المسمومة على صدورنا وفي مآقينا / لكننا ما نزال أحياء / ونقول لهم لا وألف الف لا..... اله الا الله ...

- كل من دخل المعتقل، يقرض الشعر، من صدام حسين وصولاً إليك؟!

  ** (يضحك عالياً) الشعر هو حالة كثافة إنسانية، في لحظات الفرح والألم والحزن والقسوة، لست شاعراً ولا أقول إن ما قلته شعراً هي مشاعر إنسانية، صورت فيها حالتي في ذلك اليوم.

- أخيراً، هب أن لك سبعة أوسمة نفيسة، على صدر من ستقلدها تكريما لمؤازرتك أثناء تجربتك القسرية؟

** على صدر زوجتي، أنا اكتشفتها إنساناً عظيماً كانت أقوى مني وأقوى من أبنائها. هم أقوياء، صحيح لكنها كانت أقوى منهم. اعرف أنها إنسانة جميلة لكني لم اختبرها. محنتي اختبرتها ولا استطيع أن أفي بحقها من التقدير. كما أشكر رفاقي في الحزب الاشتراكي اليمني وكل زملائي وأصدقائي وأشكرك أنت.

 المنبرنت- خاص

بسم الله الرحمن الرحيم

قال مصدر مطلع في المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك الحوثي أن مخلفات الحرب في مديرية شدا والملاحيط وحيدان من القنابل العنقودية والذكية والألغام تخلف عشرات القتلى حيث إنفجرت قنبلة في مديرية شدا أودت بحياة ستة اشخاص وفي مديرية الملاحيط إنفجرت قنبلة أخرى أودت بحياة شخصين وفي جبل حبيش أحد المواقع العسكرية للواء 105 انفجر لغم فردي براعية أغنام بتر ساقها على الفور وهذه الاحداث خلال يوم واحد هو يوم الأثنين 5/4/2010موقال إن ما تركه الجيش خلفه إثر الحرب الخامسة والسادسة في تلك المناطق أصبح يشكل خطرا كبيرا على ابناء المناطق حيث أصبح يحصد العشرات من الضحايا بشكل مستمر ويخلف إعاقات دائمة إما بقطع الرجل أو تشويهها واحيانا تصل إلى القتل .

وشدد المصدر على ضرورة أن تقوم السلطة بنزع كافة الألغام الفردية التي كان يضعها الجيش كحماية لمواقعة العسكرية التي يتحصن فيها حيث ان المناطق تلك هي مناطق آهلة بالسكان وتعد مصدرا من مصادر الرزق لأبناء تلك المناطق بالرعي والإحتطاب .

ونوه المصدر إلى أن لواء عبد العزيز الشهاري في مران سابقا واللواء 105 في اسفل مران والذي إنتهى خلال الحرب السادسة هما اكثر من زرع الألغام الفردية بالنظر إلى بقية ألوية الجيش في مختلف مناطق محافظة صعده بحيث أصبح عدد المعاقين من آثار الألغام في تلك المناطق لوحدها يزيد عن 100 شخص ما بين رجل وامراءة .

وقال المصدر إنهم لا يستخدمون هذه الألغام وان ما يمتلكونه هي عبوات ناسفة تستخدم ضد المنجزرات الثقيلة كالدبابات والمدرعات وأن من يستخدم الألغام هو من يخاف من الإقتحام لمواقعه وهي المواقع العسكرية التي كانت تسقط واحدة تلو الاخرى .

وشدد المصدر على ضرورة ان تطلع المنظمات والهيئات الدولية المعنية بمكافحة الألغام على المأساة الحاصلة في محافظة صعده جراء ستة حروب وقال إنهم مستعدون لإستقبال المنظمات وإطلاعهم على المناطق التي ما زالت مزروعة بالألغام وكذلك عرض أشياء كثيرة حول هذا الملف بقائمة الأشخاص المتضررين من الألغام او الذين سقطوا منها او قطعت بعض اطرافهم.

المنبرنت- الإشتراكي نت

كشف الصحفي والسياسي محمد محمد المقالح خفايا ووقائع إخفائه القسري التي لم يصرح بها منذ خروجه من المعتقل.
وخص المقالح الاشتراكي نت وصحيفة الثوري بتفاصيل مثيرة واجهته وذلك في أول حوار شامل بشأن قضيته التي شغلت الوسط الحفي والسياسي طيلة أكثر من ستة أشهر هي فترة إخفائه واعتقاله.
وقال المقالح إنه أسال الدم من منطقة في جسده ليكتب به معلوماتعن نفسه على جدار السجن السري الذي أخفي فيه نحو أربعة أشهر وهو سجن يقول إنه خارج العاصمة.
وأضاف المقالح أنه كتب بمواد أخرى على لوح خشبي كان يغطي نوافذ السجن فعجز الخاطفون عن محوه.
ويجزم المقالح أنه يعرف موقع السجن السر ي الذي أخفي فيه. وق د ضمًن السياسي الاشتراكي الذي تعرض لواحد من أفظع انتهاكات حقوق الإنسان حديثه كثيراً من الحوادث الت ي لم يسبق له أن أفصح عنها منذ إطلاق سراحه قبل أسبوع.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه معه المحرر في الاشتراكي نت خالد عبدالهادي:

- عرف الناس الظاهر من محمد المقالح وقد برى التغييب جسده لكن باطنه ما زال مطوياً، ماذا بشأنه، أما من شيء تغير ؟

** أنا دائماً أقول عن نفسي أن شخصيتي مفتوحة، بمعنى أني لا استطيع أن أخفي ما في باطني، قد لا يكون لي دور ارادوي في هذا الموضوع ولكن استطيع القول إن ر وحي كانت أعلى في السجن، وطوال فترة الاختطاف شعرت أنني اكتسبت إضافات جديدة لهذه الإرادة، يعني اختبرت إرادتي ونجحت، واعتقد ان هذا كان محل اختبار حقيقي وصعب. كان لدي مشاعر خوف، ا...لإنسان في النهاية يمر بلحظات كثيرة جداً وأنا واحد من هؤلاء الناس. ولكن السؤال هو إلى أين تنتهي ... في كل لحظة تمر على الإنسان مشاعر متناقضة ومضطربة ولكن في النهاية من يتغلب، هذا ما اعتقده؛ تغلبت إرادتي على مشاعر الضعف لدي.

- بتوضيح أكثر، هل مواقفك وقناعاتك ما زالت هي التي كانت قبل خطفك؟

** لم أفكر لحظة في أن أغير قناعاتي بسبب إرهاب أو خوف، قد تنتابني مشاعر خوف وهذا ما قلته لخاطفي، الإنسان يخاف من الموت، وأنا خفت من الموت حقيقة ولكن لم تخطر في بالي لحظة أن مشاعر الخوف هذه يمكن أن تؤثر، بالعكس، كانت تستفزني للمواجهة؛ ..حصلت مواجهات عديدة مع خاطفي وبالذات مع الذين جاؤوا يعترفون بأنهم جهاز أمني، واجهتهم بقوة يعرفونها أصلاً سلفاً.

- هذا بشأن القناعات والمواقف، ماذا بشأن عاداتك، طباعك أو فلسفتك للحياة, للأصحاب و المهنة ونحو ذلك؟

** كانت فترة تأمل طويلة وعميقة، الإنسان في مثل هذه الظروف، تمر الحياة أمامه بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة وعلى مدى مراحل عمره ولا شك أنها أفادتني بمعنى أني اكتشفت مواطن التقصير في حياتي، مواطن الضعف، مواطن القوة.. اكتشفت كثيراً من أخطائي في الحياة وبالذات تقصيري تجاه أسرتي، تقصيري تجاه نفسي. وساعدتني مرحلة السجن في اغناء الفكرة وتطويرها وقررت فعلاً، مثلاً عندي كتابات كثيرة لم تخرج للناس وفكرت أن أتفرغ بعد خروجي لإخراجها على شكل كتاب أفضل من أن تكون على شكل مقالات، المقالات تُنسى سريعاً.

- أفهم من هذا أنه لو عاد بك الزمن إلى ما قبل الحرب السادسة في صعدة أنك ستؤدي نفس الأداء وتغطي الحرب بنفس التغطية؟

** نعم، موضوع الحرب كان موضوعاً محسوماً بالنسبة لي، أنا عرفت أن هناك عملية إرهاب للناس هدفها تغطية الحقيقة وقررت أن أكسر هذا التوجه وألا أرضخ لما يراد للناس أن يفكروا به أو أن يلتزموا به من سقوف معينة تغطي أو تشوه أو تضعف حقائق الأشياء، على سبيل المثال، قلت لهم أنتم كنتم تريدون حرباً دون أن تعرفوا نتائجها؛ ,,,نتائجها في الإنسان، ...في النساء، في الأطفال، في البيوت المدمرة، في الأشلاء الممزقة، تريدون ألا تؤنبكم ضمائركم، تريدون أن تقتلوا دون أن تؤنبكم ضمائركم. الإعلام يساعدكم، يقول لكم حتى الحرب فيها قوانين فأنتم لا تستفيدون للأسف فانتبهوا لأن الذي لا يسير في السياق العام لما قررتموه سلفاً هو ضدكم وعدو وخصم لأنه يكسر سياساتكم التي قررتموها سلفاً. هذا بالنسبة لي أمر محسوم، يعني بالعكس يمكن أننا قصرنا في تغطية أهداف الحرب؛ الحرب كانت كارثة حقيقية على اليمنيين وهم اكتشفوها في الأخير. أن تحرك جيش الجمهورية اليمنية بطائراته، بدباباته، بصواريخه وفي النهاية نتائجها (الحرب) هي على الإنسان، على الأرض، على حياة اليمنيين وعلاقاتهم. هذا كان لابد أن يعرفوه والإعلام كان يجب أن ينشغل بهذا الموضوع، واعتقد أن على "الاشتراكي نت" أن يعتز بتغطيته الإخبارية فالمهنية أن تكشف الحقيقة لا أن تغطيها.

- يعني قد استقر في نفسك أن موقفك من حرب صعدة سبب لما حدث لك أم يأتي في سياق آخر؟

** أعتقد أن ما حدث لي كانت رسالة مزدوجة لتحقيق أكثر من هدف؛ كانت رسالة لأصحاب الرأي. ...هم تجرأوا جرأة كبيرة في اختطافي ثم اعتقالي واعتقدوا أن هذا سيكون رسالة قمعية لكل أصحاب الرأي، إذا اعتقلنا محمد المقالح الذي موقفه واضح في موضوع الحرب، الآخرون سيفهمون وهي ليست في موضوع الحرب، في قضايا كثيرة نختلف فيها، الأمر الثاني أنها رسالة لي شخصياً أي هل اذا مورست عليه القسوة والوحشية سيتغير، هم اختبروها وربما اكتشفوا في الأخير أنهم كانوا خاطئين. ..كانت ايضا محاولة مكشوفة لأن يعزلوا موقفي عن موقف الحزب ليظهروه أنه موقف شخصي.

- قيل إن رئيس الجمهورية حين أمر بإطلاق سراحك قال لأحد المفاوضين العاملين في لجنة بصعدة ما معناه أن: قد أطلقناه وهذه رسالة للاشتراكي. كيف تقرأ هذا؟

** للرئيس أن يقرر ما يريد لكن اعتقد أنه من الممكن أن يكون قد قالها لأكثر من طرف. ولا شك أن الحزب الاشتراكي كان له دور أساسي، في النهاية أنا قيادي في الحزب الاشتراكي.

- ذات مرة قلت في حديث غير رسمي انك تعرف تركيبة النظام الحاكم وما يزعجه هل تعتقد أن خطفك يصب في هذه الخانة؟

** ربما. هذه المقولة أنا قد قلتها في الصحافة، إن هناك سقوفاً معينة حددتها السلطة وهناك كثير من الناس يعرفون هذه السقوف ويلتزمون بها، هناك ناس آخرون يعرفون هذه السقوف ولا يلتزمون بها، وهناك ناس لا يعرفون هذه السقوف وبالتالي لا يلتزمون بها وحين يكتشفونها، يلتزمون بها. أنا منذ بداية حياتي السياسية كنت أشعر أن هذه السقوف هي مشكلة اليمن، اذا لم تتعداها ستظل المشكلة قائمة ...مثلاً من هذه السقوف: الحديث عن مصادرة الجمهورية اليمنية، الحديث عن قضايا توريث الوظيفة وعن دور الجيش في الحياة الوطنية اليمنية، الحديث عن قضايا الصراع الاجتماعي الذي يراد له أن يستمر بين هذه الفئة وتلك وبين هذا المذهب وذاك. فلسفتي هي أن نتعدى هذه السقوف ليس بدافع الخصومة ولكن بهدف أن تخرج اليمن من مأساتها. على سبيل المثال عندما تختلف السلطة مع جماعة ما، فاذا بها تحملها كل تمذهبات التاريخ، تحملها الصراع الهاشمي القحطاني، الصراع الملكي الجمهوري، الصراع الشمالي الجنوبي، الصراع الحاشد ي البكيلي. بينما قد تكون المشكلة خارج هذه السياقات كلها، ولكن تُغيب الحقائق بهذه العناوين التي يصطف الناس حولها أو معها دون وعي بخطورتها على استمرار وتعميق المشكلة اليمنية.

- إلحاقاً بما سبق، ألم يعرض عليك الخاطفون مقايضة متصلة بهذا السياق، أقصد، الإفراج عنك مقابل تغيير قناعاتك؟

** هم لم يعرضوا عليَّ أي عرض، بمعنى أنهم لم يكاشفوني بها ولكن كنت أشعر بأنهم يريدون أن يوصلوني في لحظة من اللحظات أنهار فيها وأبدا البحث عن مخرج: عن رسالة من نوع ما، عن استغاثة من نوع ما، عن مناشدة ولذلك أنا جربتهم مرة، اختبرت فيهم هذا البعد الذي كنت أحس به.

- كيف؟

** قلت لهم اعطوني قلماً وبياضاً (أشتي) أكتب رسالة للشيخ، فالشخص الذي كان يوصلني بالخاطفين وكان الوحيد مكشوف الوجه، لم يدرك هذا البعد قال لي ممنوع عليك القلم فقلت له قل لأصحابك ذلك وسترى فجاءني في المساء يقول قد أعطيتك قلماً وبياضاً. أنا عرفت أن اختباري نجح فقلت له (خلاص) لا احتاجهما الآن، كان مزاجي مختلفاً حين طلبتهما، كنت أشتي أسب صاحبكم والآن ما اشتيش.

- ولم تنقل إليك رغبة من رئيس الجمهورية، طلب إليك أن تؤتيها؟

** رئيس الجمهورية لم يذكر طوال فترة الخطف إلا مرة واحدة عندما رفضت التحقيق لما جاؤوا يعترفون بأنهم جهاز أمني هو الذي اختطفني.

- من أي جهاز قالوا لك؟

** هم لم يقولوا من أي جهة حتى اني اعتقدت في البداية أنهم من الأمن السياسي وتكلمت عن مقالي بأن الأمن السياسي أفضل من الأمن القومي وهم كشفوا لي بطريقة غير مباشرة، قالوا أيش فيه الأمن القومي، ما المشكلة. بسبب مقالي الذي نشرته بعنوان (رحم الله النباش الأول) وهذه حكاية شعبية (يعيد روايتها كما أوردها في المقال) وكانت مقارنة بين الأمن القومي والأمن السياسي. إن الأمن القومي يريد أن يقدم نفسه بصورة أكثر قسوة ووحشية وهو يعتقد أن الهيبة والمكانة سيكتسبهما من هذه الصورة وهو فهم خاطئ، هو يكتسب مكانته من التزامه بالقانون وتقديم صورة أفضل، لكن اذا اعتقد أن هذه الأعمال الت ي تتسم بالبلطجة والإرهاب والرعب والوحشية هي التي ستقدمه بصورة جديدة للمجتمع فهو على خطأ كبير وربما اكتشف من مشكلتي أن سمعته ومكانته الآن في الحضيض ولن ترتفع وان وضعه قبل اختطاف محمد المقالح أفضل من وضعه الآن بألف مرة.

- حين رفضت التجاوب مع التحقيق ماذا كان ردهم؟

** حاولوا مرات تلو المرات وكان موقفي حاسماً، قلت لهم أنا في هذا الوضع الصعب لكني سأرفض مطلقاً لأني كنت اعتقد أن أي تنازل في معتقداتي وآرائي وأفكاري هو موت لمحمد المقالح، في هذه اللحظة أنا أكون قد قررت قتل محمد المقالح. هذا كان بالنسبة لي محسوماً ولذلك قالوا ليس هناك تحقيق. فقلت لهم أنا لست ضد التحقيق، أنا أريد أن يستدعيني الجهاز الأمني المعني في الدولة بطريقة قانونية وأنا سأستجيب وأجيب على أي سؤال تريدونه، ليس لدي أي شيء أخفيه وهم يعرفون هذا جيداً والأمر الثاني انني كنت في مكان غير شرعي،( أنا في سجن سري )قالوا ايش من سجن سري محاش في جونتناموا فرديت هذا أكثر من جوانتانامو، جوانتانامو معلن. ربما لأول مرة يسمع السجان في حياته ان هذا سجن سري وهو نفسه من يدير هذا السجن لا يعرف توصيفه. أنا سمعت في الأمن السياسي أن هذه السجون تسمى (االبيوت الآمنة.) عندهم توصيف لهذه السجون المؤقتة والسرية. هذه السجون موجودة في صنعاء وفي خارج صنعاء وهي عبارة عن بيوت يتم استئجارها أو امتلاكها وإيداع الناس فيها دون أن تعلم حتى بعض مؤسسات الدولة المعنية. وقرأت للمحقق هذه الآية: "ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون" أنا اشتغل بالشأن العام وأطالب الناس بتطبيق الدستور والقانون وآتي أنا وأكسر هذه المطالب. قلت له أنا أخجل عندما أقول لابني لا تخزن وأنا أخزن، طبعاً هو أكمل الآية وكان واضحاً أن عنده معارف وبعض الثقافة وتكلمنا في الت اريخ.

- كأنك أنست إليه؟

** بعد أن رفضت التحقيق قالوا نريد أن نسمع حول قضايا كثيرة قلت له لا تعتبر هذا أي تحقيق. لو يستفيد صاحب القرار ممكن أن يقول الواحد رأيه. فقال: وهذا الكلام يُنقل إلى صاحب القرار مباشرة. هنا يمكن الحديث عن الرئيس من دون أن يذكر اسمه المهم قال ان ما سأقوله سيكون مصوراً ومكتوباً. فقلت له على أية حال في موضوع صعدة آرائي معروفة ومعلنة وآخر مرة كتبت عنها من السجن الاحتياطي وهي رسالة مهمة جداً، سألتهم إن كانوا اطلعوا عليها، قالوا لا. فقلت لهم اذهبوا الآن واسحبوها من "الاشتراكي نت" واذا لم تطلعوا عليها فلن تستطيعوا حتى أن تستفيدوا مما سأقوله.

- وفعلوا؟

** مرة ثانية قالوا لا. لكن فهمت أنهم سحبوها. وقلت له (المحقق) أنا طرحت آرائي المقتنع بها بالكامل لرئيس الجمهورية. ليس لدي رأي آخر مخالف لما أعلنت. أنا لم أكتب في الحرب الأخيرة شيئاً لأنه اعتقد أني كتبت كل شيىء في مشكلة صعدة .... قلت له أنا كنت مشغولاً في منظمات الحزب الاشتراكي وبدأنا ندخل في الحزب الاشتراكي، سألني أين حضرت قلت له حضرت مؤتمرات المديريات، وسألني هنا عن الحراك الجنوبي ومشاركتي في المهرجانات. فقلت له لديكم كل حاجة أنا شاركت في أكثر من مهرجان ثم استمر هذا الحديث، تكلمنا في التاريخ حتى. في تاريخ صعدة فقال لي: صعدة أنتهت يا أخي. طبعاً أنا كنت منقطعاً عن العال م فرددت عليه الحمدلله انتهت الحرب قال لا، انتهت صعدة. قلت له كيف؟، يعني هو يريد أن يقول لي انتهى الحوثيون. قلت له أنا منقطع عن العالم لكنني استطيع أن أحلف يمين أنكم لن تدخلوا صعدة بالحرب يقيناً ولو قُتلت كل قيادات الحوثيين لما حلت مشكلة صعدة بالحرب ولو كانت الحرب حلت مشكلة صعدة فقد كنتم في مران بالكامل، كان في كل تبة جيش والآن مران أكثر البؤر الحوثية عنفواناً، وذكرت لهم الحملة التركية الأولى، اقرؤوا التاريخ تعرفوا مجتمعكم والحملة التركية الثانية وحملات المصريين والحروب الملكية الجمهورية، دخلت الجمهورية صعدة بالسلام. قال لي ولذلك سميت مدينة السلام.

- كانت أول مرة تتحدث فيها إلى شخص خلال فترة ال إخفاء؟

** طبعاً جاؤوا المرة الأولى والمرة الثانية، بدأت استمتع بالحديث مع الآخرين، وعندما اكتشفت أنهم جهة أمنية كنت أكثر قوة وصارحتهم بعنف وقوة أكثر.

- خلال مرحلة الإخفاء، أما حاولت ان تخترق نفسيات الخاطفين؟ كثيرون كانوا يتوقعون أن محمد المقالح بعفويته وطيبته سيربط صلة مع أي سجان يتولى أمره؟

  ** هذا التوقع صحيح. ولا أخفيك أنني حاولت كثيراً ولكن ربما أول مرة أواجه صعوبة حقيقية. الوضع كان صعباً بالنسبة للحارس، هو يتسلم معاشه من قائد السجن. حاولت وكنت أشعر بأنه يتمنى أن يتغير لكنه لا يستطيع. انتصرت أمام آخرين غير هذا الأخ. الملثمون أنفسهم كان بعضهم يبادرني بالدخول إلى الغرفة وهو ملثم، كان عندهم مشاعر إنسانية أكثر ممن هو كاشف عن وج هه واعتقد أن أحدهم ترك العمل.

- لماذا؟

** اعتقد بسبب تأكده تماماً أنه يرتكب خطأً وبسبب ما نشأ من علاقة ودية ، هكذا وجد تعاطفاً حقيقياً مع قضيتي .

- أنت لا تعرف أحداً منهم الآن؟

** هذا الأخ (غير الملثم) أعرفه بشكله لكن لا أعرف اسمه.

- ماذا لو قابلته مرة أخرى. كيف ستقابله وما ستقول له؟

** بالمناسبة، أنا لا أحقد عليهم، وهذه واحدة من نقاط قوة شخصيتي، أنا اعتز بنفسيتي، لا اشعر بالحقد واعتبر مشاعر الحقد نقصاً. أتمنى ألا أراه لأني سأكون ملزماً بتقديمه إلى المحاكمة وسيكون ضحية للتغطية على الخاطفين الحقيقيين الذين هم مسؤولوه وقادته. طبعاً هو يتحمل مسؤولية، ليس هناك إنسان يشارك في اخطأ ويقول انه لا يستطيع تحمل مسؤولية.

- أنت تروي أنك قلت لهم دعوني أظل إنساناً طبيعياً غير موتور أو حاقد.. الآن بعدما حدث لك كم هو منسوب الحقد في نفسك على الجهة التي دبرت هذه الحادثة؟

** صدقني أن هذا كان واحداً من الأشياء التي كنت أخاف من أن تؤثر على إنسانيتي.. كان هذا واحداً من التحديات الكبيرة، لذلك واجهتهم بهذا، قلت لهم انتم متوحشون حقيقة. بعد لحظات الرعب الحقيقية التي شعرت فيها بأنهم سيقتلوني وهم أوحوا لي بذلك. حين جاء الحديث عن المحكمة ورفضي للتحقيق، حدثتهم عن هذا السلوك الوحشي، قالوا لي: لماذا هذا قضاء. فقلت لهم القضاء أداة من أدوات الأجهزة الأمنية وذكروا أسماء قضاة؛ ..محسن علوان وسعيد العاقل وقالوا لي هل تعتبرهما متوحشين أكثر منا. فقلت هم (القضاة) ليسوا متوحشين أكثر منكم ولكنهم سيحاولون أن يرضوكم فيبدون متوحشين أكثر منكم. وقلت لهم أنا أعرف أنكم في مأزق حقيقي وأنتم لعبتم لعبة خطيرة (لعبة الخطف والإخفاء) خطيرة جداً يمكن أ ن تنتهي بالقتل حتى لو لم تكونوا تريدون القتل، فالأفضل لكم أن تتركوني وصعقت بصورة حقيقية واستغربت لأنكم اعترفتم بأنكم جهاز أمني، كنت اعتقد بأنكم ستفرجون عني بنفس الطريقة التي اختطفتموني بها الأن عليكم أن تتحملوا مسؤولية هذا العمل الإجرامي ولكنكم تريدون أن تغطوا الآن على هذا العمل بالقضاء. فالأفضل لكم أن تقللوا من أخطائكم لا أن تواصلوها. أما موضوع الحقد فقلت لهم أنا محمد المقالح لا أريد أن أتغير. أنا إنسان طبيعي بمعنى أني أحزن وأفرح وأبكي وأضحك لأسباب يكون لها وقع خاص في نفسي، عندما تمارسون القسوة هي ستؤثر على هذه المعاني. وأنا أخاف على نفسي من أن أتحول إلى إنسان موتور. وللأسف الشديد أجهزة الأمن ليس في اليمن فقط حولت ناساً جميلين جداً إلى شخصيات حاقدة.

- أفهم من هذا أن نفسك لا تحدثك بالثأر من الجهة الخ اطفة إن تمكنت منها افتراضاً؟

** لا. لن أثأر منهم. أنا اختبرت نفسي بالمناسبة بعدما علمت بأسبوع أو عشرة أيام أن حرب صعدة توقفت شعرت أني سعيد. وكان قرار وقف الحرب اختباراً لنفسي، اكتشفت أني لم أحقد. لو كنت إنساناً حاقداً موتوراً وأثرت فيّ هذه القسوة، كنت سأقول ليقتتلوا حتى النهاية وكثيرون يقولون لهم هذا ويعتبرونهم أصحابهم. كان همي أن تتوقف الحرب فتوقفت وشعرت بنفسي أني محمد المقالح الذي لم تغير فيه قسوة. لن أثأر منهم ولن انتقم، لكن لن أضيع حقي، أريد أن يُحاسبوا على ما ارتكبوا ليس بدافع الثأر ولكن بدافع التمسك بالحقوق حتى لا تتكرر الجرائم والأخطاء وحتى يغسلوا ضمائرهم. اذا اعترفوا واعتذروا وحوسبوا هو لصالحهم قبل أن يكون لصالحي.

- أراك تنحو مبدأًً مهاتمياً!

** (يضحك) لم أفكر في أي لحظة أن أحقق انتصاراً لا على الدولة ولا على غيرها ولا أريد أن أصنع مني بطلاً. وأنا مش بطل. أنا محمد المقالح، المواطن اليمن ي الذي يخاف على نفسه أن تتغير باتجاه سلبي.

- في حياة الإنسان، لحظات ضعف تنال منه وهي لحظات عميقة وراقية وليست مأخذاً عليه، هل مررت بهذه اللحظات خلال فترة إخفائك؟

  ** أكيد. أنا اكتشفت أن جريمة الإخفاء هي من أبشع الجرائم وأعتقد أنها أبشع من جريمة القتل والإنسان في جريمة الإخفاء يموت في كل لحظة، يشعر في كل لحظة أنه معرض للقتل ويشعر أن حياته لم تعد ملكاً له ولخاطفيه، أصبحت ملكاً لطرف ثالث يتحكم بها؛ يعني يمكن أن يكون هدف الخاطف الضغط أو ايصال رسالة ولكن تداعيات الحدث في الخارج تفرض على الخاطف أن يتخلص من المخطوف بقتله ولكن بالمناسبة، في اللحظة التي كنت أشعر فيها بأن من الممكن أن أُقتل، كنت أشعر في ذات اللحظة بأن من الممكن أن يفرج عني. في اي وقت ... كانت هناك مشاعر مضطربة ومفارقات عجيبة.

- كيف جاريت هذه اللحظات أو بمَ جاريتها ؟

** أنت قلت كلاماً جميلاً بأن الضعف الإنساني طبيعة إنسانية عميقة، تكشف عما بداخل الإنسان. لا أقول اني كنت ذا إرادة جبارة وفولاذية. أنا بكيت في السجن وتذكرت أطفالي.

- كم مرة بكيت؟

  ** كثيراً، كنت كلما أتذكر أطفالي، أصدقائي وكل الناس الذين أعرفهم مروا على خاطري وذاكرتي، كنت أعرف أنهم معي وأراهم أمامي، مثلاً اللحظات التي كنت أتذكر فيها استيقاظ أطفالي من النوم، يوم العيد، ..شهيد (ابنه) يمكن أن يسافر إلى أمريكا وأنا لا أستطيع أن أودعه، تذكرت أمي وأبي وكل أصدقائي والقرية وصنعاء. كل هذه كانت مشاعر تغمرني بالحزن الشديد لكن لم أكشف لهم (الخاطفين) هذه المشاعر.

- هل كنت تختلس البكاء أم تبكي في حضور الخاطفين؟

** كنت أبكي بين يدي الله، هم أنفسهم لم يلحظوا لحظة ضعف واحدة مني، كان هذا صراع إرادات حقيقية، هذا الذي ساعدني على الصمود. كنت أشعر أن هناك صراع وعي وأن الفارق بين الانتصار والهزيمة هو فارق بسيط جداً وساعدني القرآن في كثير من آياته الجميلة على الصبر، واجهت بقوة الصبر "واستعينوا بالصبر والصلاة" واكتشفت أن الصبر جميل جداً "وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين". بمعنى لا تستطيع أن تقول سأصبر بمجرد القول، لابد أن تختبر نفسك وهذه الفترة هي التي اختبرت فيها نفسي وقد نجحت وانتصرت فيها نفسي. لم انتصر على أحد، انتصرت لنفسي.

- هذا يعني أنك راضٍ عن ثبات نفسك في مواجهة محنتك؟

** الحمد لله، أكثر من هذا، حين خرجت غمرتني مشاعر الاطمئنان والرضا أكثر. مثلاً، حين رأيت أولادي الذين كنت اعتبرهم نقطة ضعفي الحقيقية وجدتهم أقوياء جداً جداً إلى درجة أني لم أصدق، تصور، كل أطفالي يعتصمون يومياً. أنا لم أفعل هذا في حياتي، كانت أمنية في حياتي ( الاعتصام في التحرير )ولم أجربها، حاولت مرة أن أقنع بعض زملائي في المعارضة ولم انجح. لكن سما وهاجر وآية وشمس وشهيد وأخي عبدالملك اعتصموا مساء في ميدان التحرير ومعهم آخرون وذهبوا إلى الأمن القومي ووجهوا بعنف، كل هذا زادني قوة وعزيمة. نقطة الضعف تحولت عندي إلى نقطة قوة.

- إلحاقاً بذلك، تقول إنك هزمت خاطفيك، أي علامات أشعرتك بهذا الإحساس؟

** هم كانوا مهزومين من اللحظة الأولى، اللجوء إلى الاختطاف هو تعبير عن هزيمة وضعف أمام الكلمة، لم يستطيعوا أن يواجهوا الحجة بالحجة وأنا تحديتهم أن يقدموا ضدي أي شيء خارج الدستور والقانون. وكان آخر بيان صدر ضد موقع الاشتراكي نت من وزارة الدفاع قبل ثلاثة أيام من اختطافي. كان هذا تهديداً مبطناً لما عبر عنه بالخطف مع أني قلت لهم قدموني إلى المحاكمة ولو كانوا شجعاناً لأخذوا هذا التحدي على محمل الجد لكنهم كشفوا عن ضعفهم وهزيمتهم وكان شعوري بالانتصار في لحظة اختطافي. عندما يلجأ الإنسان إلى هذه الوسائل القبيحة تعرف أنه عاجز، ثم ظهرت هزيمتهم عندما اكتشفوا أن إرادتي لم تنكسر وظهر عليهم الإرباك والتشويش والهزيمة عندما رأوا أن الرأي العام لم يستسلم لخطابهم ومنطقهم الذي أرادوا أن يحصروا الناس فيه وقد قلت لهم في التحقيق أن لا أحد صدقكم بأن عبدالكريم الخيواني في الخلية التي لفقتموها ضده ولو أتيتم بي من جبهة الحرب لن يصدقكم الناس أن محمد المقالح كان في جبهة الحرب. الناس سيقيسون محمد المقالح من خلال سياقه التاريخي والعام وليس من خلال اتصال له مع محمد عبدالسلام أو صالح هبرة. قلت لهم هذه سخافات وأنا قلت كلاماً أكبر من هذا الذي تتحججون به وكنت أعرف أنكم تراقبون التلفونات.

- حسناً، قلت أن لا شيء تغير فيك، إذاً، فما الذي تحطم داخلك؟

  ** تحطمت داخلي مشاعر الضعف والتردد، أي أنني أصبحت أكثر اقداماً ويمكن أن أصبح أكثر حذراً. كثير من الزملاء كانوا ينبهوني إلى تلقائيتي والبساطة في الموقف، لكن هل سأستطيع أن أكون حذراً. أعتقد لن استطيع.

- هذا إشعار بأنك ستتخلى عن عفويتك؟

  ** لا استطيع ياخالد، صدقني حتى في لحظات الخوف، قلت لهم (الخاطفين) إني اكتسبت صفات من أمي أكثر من أبي. أمي كانوا يقولون عنها انها طيبة وبسيطة لكن إرادتها كانت عالية جداً رغم هذه البساطة، عليكم أن تعرفوا أني إنسان بسيط لكن ارادتي في السماء. قلت هذا حرفياً فرد عليَّ أحدهم: "ما ينسجمش، تقول إنك إنسان بسيط وطيب وإرادتك في السماء". فقلت له: ألم تقرأ الآية "محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" فأكمل هو الآية.

- ما أصعب يوم مرّ عليك في محنتك؟

** يوم اختطافي ويوم نقلي إلى الكرسي .

- ما المشاعر التي تكثفت لديك في هذا الموقف؟

  ** كانت مشاعر الموت حاضرة وشعرت أن الموت قريب جداً.. أنا طلبت من الخاطف، قبل مجيء المحققين ...قلت له أرجوك رجاءً إنسانياً، اذا قُتلت فبلغ أهلي - كنت أريد أن أخفي هذا لكن شوف ما استطعش أخفي - وقل لعيالي اني كنت أحبهم - لا أريد أن أبكي الآن - وطلبي الثاني قل لهم إن أباكم لم يتغير، مات وهو واقف. - أنا الآن أبكي لكني لم أبك أمامهم (الخاطفين) - لأني شعرت أن مشاعري تجاههم (أبناؤه) استحوذ عليها انشغالي بالسياسة وهم كبروا فأردت إبلاغهم أن انشغالي عنهم لم يكن لسبب آخر، فطمأنني أحد الخاطفين الملثمين بأنهم لن يقتلوني. فألححت عليه بطلبي، قلت له: يمكن أن أموت بجلطة أما الخاطف مكشوف الوجه فلم استطع أن أبلغه هذه الرسالة.

- مكشوف الوجه هذا، هلا وصفته؟

** (يضحك) كانت لي معه مفارقات وعلاقة لطيفة وقال لي أنت غيرت جدول حياتي.

- أعني صفاته الخلقية، ضخم الجثة، ملتحٍ، عابس الوجه، كيف هو؟

  ** هو شاب يمكن في الثلاثين من عمره لكنه كان سريع الغضب، له أمزجة معينة، يريد أن يخزن ويجلس مع أصحابه فشعر أن وجودي غير نمطه اليومي، كان يريد أن يفرض عليَّ جدوله اليومي إلا أنني فرضت عليه جدولي: طريقة خروجي من الحمام، صيامي، مواعيد نومي، فكان عليه أن يظل مستيقظاً حتى أنام في الفجر مثلاً.

- قل لي، ما زال هناك غموض في الاعتداءات العنيفة ضدك، فمثلاً قميصك تخضب بالدم، كيف وقع عليك الاعتداء ومن أي جزء في جسدك سال الدم؟

** الاعتداء وقع عليَّ حين اختطفوني، أخذوني بالقوة وضربوني بأسلحتهم في ظهري ورأسي ويدي وفخذي وربطوا معصمي بأربطة حادة، أنا رأيت الدم واعتقد أنه نزف من رأسي، لأنهم وضعوني على رأسي داخل السيارة وبدأوا يدوسون عليَّ. في اليوم التالي، شعرت بحجم العنف الذي مورس ضدي لأني لم استطع أن أتحرك وظللت على هذا الحال حوالي عشرة أيام. وظلت الدماء على ثوبي وقد صادروه حين شعروا أني متمسك به.

- ما زلنا في جو السجن، طيلة فترة إخفائك، هل من حالة تخاطر نفسي أو رؤيا في المنام نقلاك من السجن إلى عالمك الحقيقي؟

** كنت أراكم في اليقظة، كنت أرى أصدقائي وأحبابي كل لحظة، أرى شخوصهم وأسمع أصواتهم، وحلمت مرتين فقط خلال نومي، مرة والدي رأيته وهو يتألم فشعرت بألم مماثل ومرة رأيت أن سلطان السامعي زارني إلى السجن فسألته: كيف عرفت ورد عليَّ بأنهم قد كشفوا هذا السجن السري؛ كشفوه للسفير الأمريكي (يضحك) وأنهم سيطلقون سراحي بعد الحكم الصادر ضدي فقلت له وسيحاكموني، وكانوا لم يأتوا بعد للتحقيق معي.

- هل تمنيت في لحظة أن لم تكن صحفياً وسياسياً معروفاً؟

** لا. لم يحصل هذا.

- قلت إن خاطفيك نقلوك إلى سجن سري خارج العاصمة صنعاء، هل اجتهدت في التعرف على بيئة المكان حيث السجن؟

  ** نعم. كان كل همي أن أعرف في أي مكان أنا وعرفت أين كنت ولكنني لن أخبرك.

- أنت وعدتني أن تفصح لي عن خفايا.

  ** لن أفصح عن المكان المفترض ، عندي بعض المؤشرات التي تدل على القرية التي كنت فيها.

- أهي بعيدة عن العاصمة أم قريبة، في الضواحي.. أين؟

** هي قريبة ولكنها قرية.

- في أي ضاحية لصنعاء، في الشمالية أم الجنوبية، أين تقدر موقعها؟

** (يضحك) جنوبية.

- قلت لقاضي المحكمة إنها قد تكون في سنحان؟

** أنا قلت إنها في سنحان أو بني مطر وسأكتفي بهذه الإجابة.

- من عيون الشعر العربي "...ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل" كم كان حجم فسحة الأمل في نفسك خلال المحنة التي مررت بها؟

** سؤال عميق جداً، كان الأمل موجوداً ودائماً أشعر أني محاط بلطف الله وشعرت أن الناس لن يتركوني لعلاقاتي بهم ومعرفتهم بي وبلقائي مع أفكارهم وآرائهم وتطلعاتهم وآمالهم.

- ما أسوأ التوقعات التي راودتك هناك؟

** توقعاتي من هذا النوع كانت قليلة كأن ينساني أحبائي وأصدقائي لكن هذا التوقع كان يمر بسرعة دون أن أصدقه.

- هل ستختص نفسك بأشياء ولن تطلع العامة عليها؟

** أولاً هناك أشياء كثيرة لم أرصدها، ليس لأنني لا أريد قولها.. هناك قضايا ستتكشف خلال حياتي وهناك قضايا أخرى، نعم سأحتفظ بها، أريد ألا أقتلها بتصريحات صحفية ففيها أشياء جميلة في حياتي ومفيدة، حتى أن فيها جوانب ضعف بحياتي.

- لعلك ستضيفني بإحداها.

** (يضحك) أنت من أعز الناس إليَّ، إحداها تتعلق بكيفية تجاوز عملية تغييبي وأصبحت إنساناً اثبت حضوري في الغياب، كيف استطعت في غياب أي إمكانية داخل ذلك المكان أن أحكي أثر وجودي كنت قلقاً جداً من أن أموت ولا يعرف الناس أثري. كان جدار السجن صلباً جداً ولم استطع أن أخدشه فوضعت بصماتي بالدم، جرحت نفسي في مكان لم يعرفه الخاطفون، هم سيبحثون بعد أن كلمتك عن هذه الآثار.

- ماذا كتبت؟

** ليس فقط بالدم، كتبت بأشياء أخرى ولم أكن أتصور أني سأكتشفها. فوجئوا ذات يوم بأن اللوح الخشبي الذي يغطون به الشبابيك لوحة مكتوبة بالكامل؛ تاريخ الاختطاف والإخفاء القسري وكتبت أسماء الأجهزة الأمنية التي خطفتني وكتبت عن الشيخ العكيمي، أعني الشخص الذي قدم نفسه بأنه الشيخ العكيمي وأنا أشك في ذلك كما كتبت أن الجريمة لن تسقط بالتقادم. الغريب أني اكتشفت أنني استخدمت مصطلحات وجدت المحامين يطلقون نفسها على حالتي. اكتشفت أني كنت حقوقياً جيداً. وكتبت أيضاً بصبغة الجلد السوداء لجزمتي عندما كنت اضغط جلدها بقوة على الجدار. الخاطفون استغربوا وظلوا يسألوني بم كتبت على اللوح وجاءوا بالمنظفات لمحو ما كتبته. فوجئوا بذلك وقالوا هذه اللوحة الكاملة، أطلقت عليها لوحة حمورابي (يضحك) فيها تواريخ خاصة بي وأسماء أولادي وذكرت فيها اسم قريتي فصعقوا (من الكتابة ) وغضبوا وقالوا لابد أن أمسح اللوحة لكني رفضت ولن اذكر اسم المادة التي كتبت بها.. كانوا يحفرون ويلقون على اللوحة منظفات وحين جفت اتضحت الكتابة أكثر مما كانت. لذلك أنا متأكد أنهم سيغيرون اللوح بعد خروجي لكن هناك كتابات في أماكن أخرى.. هناك أشياء أيضاً لم أقلها سأقول لك منها أني سقطت مرة، أغمي عليً بسبب الجوع (صام ثلاثة اشهر )فسقطت وأدميت ورفضوا إسعافي، أيضاً كنا نتبول في القوارير وفي الأيام الأخيرة من فترة اخفائي كنت أدخن أعقاب السجائر لأنهم أعطوني كمية قليلة جداً بعد أن اعترفوا أنهم جهة أمنية. وقلت شعراً في ذلك.

- قله.

** قلت: نتبول في القوارير وندخن اعقاب السجائر / نأكل بقايا الطعام / ويغرس الوقت خناجره المسمومة على صدورنا وفي مآقينا / لكننا ما نزال أحياء / ونقول لهم لا وألف الف لا..... اله الا الله ...

- كل من دخل المعتقل، يقرض الشعر، من صدام حسين وصولاً إليك؟!

  ** (يضحك عالياً) الشعر هو حالة كثافة إنسانية، في لحظات الفرح والألم والحزن والقسوة، لست شاعراً ولا أقول إن ما قلته شعراً هي مشاعر إنسانية، صورت فيها حالتي في ذلك اليوم.

- أخيراً، هب أن لك سبعة أوسمة نفيسة، على صدر من ستقلدها تكريما لمؤازرتك أثناء تجربتك القسرية؟

** على صدر زوجتي، أنا اكتشفتها إنساناً عظيماً كانت أقوى مني وأقوى من أبنائها. هم أقوياء، صحيح لكنها كانت أقوى منهم. اعرف أنها إنسانة جميلة لكني لم اختبرها. محنتي اختبرتها ولا استطيع أن أفي بحقها من التقدير. كما أشكر رفاقي في الحزب الاشتراكي اليمني وكل زملائي وأصدقائي وأشكرك أنت.

بسم الله الرحمن الرحيم

اليمن ـ صعدة
3/4/2010م
 
سلمتنا المملكة العربية السعودية يوم أمس الجمعة 17/ ربيع الثاني/ 1431هـ، عدد (32) تابوتاً تضمنت عدداً من جثامين الشهداء الذين سقطوا في المواجهات الأخيرة في الشريط الحدودي
بين البلدين.

وبعد التسليم احتشد المئات من المواطنين واستقبلوا الشهداء وساروا بهم في موكب جماهيري مهيب إلى المركز الطبي لفحص الجثث والتعرف على هوياتها.

المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
18/ ربيع الثاني/ 1431هـ



بسم الله الرحمن الرحيم
أضواء على مسيرة ((أنصار الله))
يكتبها / محمد بدر الدين الحوثي
·       مدخل
في ظل الحرب الظالمة التي تشنها السلطة في اليمن ضد أبناء المحافظات الشمالية المظلومين عسكرياً تشن بإزائها حرباً إعلامية كبرى لحجب حقيقة ما يجري على الأرض في محاولة جادة لتضليل الرأي العام في رسم صورة مشوهة لمسيرة أنصار الله المجاهدين وإلصاق مختلف التهم السيئة البذيئة بهم، وبطرق وأساليب قد لا يفكر فيها حتى الشيطان الرجيم، وكل من يتابع وسائل إعلامهم يلمس مدى البذاءة والدناءة والجرأة على الافتراء والمكر والكيد والسخف وكل ما يبعث على الاشمئزاز مما يجعل الإنسان يخجل من مجرد الاستماع لذلك التقول الذي يفوح بالأحقاد والأضغان وينضح بالكراهية والبغضاء والشنآن.
وهذا هو ما نسلط الضوء على ما أمكن منه إذ لا حصر لدعاياتهم ومعظمها لا يستحق الرد، ولأننا نترفع عن مجاراة هولاء الجهلة، ونرى في مجاراتهم حماقة ورعونة وضعة يأباها لنا ديننا وشيمنا وكرامتنا لأننا واثقون بأن الحقيقة لابد أن تتجلى، وأن الله سبحانه يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون والظالمون، وأن الحق أبلج يأتي ولو من أضيق مخرج، ولان حبل الكذب قصير ((وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ)) صدق الله العظيم
إلا أنه – ورغم ذلك كله – لا مانع من كشف الحقيقة وتوضيح الحق وبيان الصدق ((لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ )) ولما لحظناه من تخبط وتردد لدى البعض وتجاهل وتحامل لدى البعض الآخر من المحللين والإعلاميين حول حقيقة من نحن؟ وما هي أهدافنا؟ وما هي مطالبنا؟ وغير ذلك من التساؤلات. وكل يجيب حسب تصوره أو من منطلق هواه. لذا أصبح لزاماً علينا أن نوضح الحقيقة للمنصفين ونجيب على أسئلة المتسائلين عَلَّ هذا يساهم ولو بجزءٍ في رفع الستار عن الحقيقة ويمسح الغبار عن الصورة الناصعة التي يسعى الكثير لتشويهها.
وعلى كل حال . . مهما تكن وسائلنا الإعلامية بسيطة ومحدودة جداً، ومهما تكن الكتابة – من الناحية الفنية والأدبية على الأقل – ضعيفة كوني لست كاتباً ولا أديباً إلا أنني آمل أن يجد فيها الأخوة المهتمون بقضيتنا ضالتهم المنشودة وأن يساهموا في نشرها خدمة للحقيقة وإحقاقاً للحق
والله من وراء القصد ؛؛

من نحن وما هي أهدافنا؟
نحن يمنيون مسلمون، منطلقون في مسيرة قرآنية ثقافية شعبية مؤتلفة متحدة على نهج أهل البيت (عليهم السلام) ورموزنا وأعلامنا - بعد الخمسة أهل الكساء صلوات الله عليهم - هم الإمام الأعظم زيد بن علي، والهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، ومن سار على نهجهم واقتفى طريقهم والتزم سمتهم من أهل البيت الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
اتخذنا القرآن الكريم منهجاً، ودليلاً، وهادياً، وإماماً، وقائداً، وبكل جد وتفان نسعى لإحياء دوره في تحقيق حياة كريمة يسودها العدل، والأمن، والرخاء، والمحبة والإخاء.
نعمل بما وافق القرآن مما روي عن الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله، باعتبار ذلك هو المقياس لصحة ما ورد عنه (صلوات الله عليه وعلى آله) والطريقة الصحيحة التي أرشدنا إليها حينما قال: (سيكذب علي كما كذب على النبيين من قبلي فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فهو مني وأنا قلته وما لم يوافقه فليس مني ولم أقله).
ونرى أن ذلك هو الحل الأمثل لتخطي الخلافات المذهبية والصدامات الفكرية، التي أنهكت الأمة الإسلامية وقطعت أوصالها، وأوصلتها إلى ما هي عليه من التخلف والانحطاط.
نعتقد ونجزم بأننا - كمسلمين - مسئولون عن حماية دين الله، ونصرة المستضعفين، والوقوف في وجه مخططات قوى الاستكبار العالمي ضد الإسلام والمسلمين، وإعلان البراءة منهم، ومقاطعة منتجاتهم، وفضح مؤامراتهم، ومحاربة أفكارهم وثقافتهم، التي تهدف لمحو الإسلام المحمدي الأصيل من نفوس المسلمين، واستبدالها بالثقافة الغربية المسمومة المنحطة.
نقدس العلم والمعرفة، سواء العلوم الشرعية أو العلوم الحديثة في مجالاتها المتعددة، مما يحقق للأمة التقدم، والتحضر، والتطور، والرخاء في شتى مناحي الحياة.
نسعى للتعايش بسلام مع كل من يحترم ديننا ومبادئنا وهويتنا، من أي فئة، أو طائفة، أو ملة، أو بلد كان، ونمقت العدوان، والظلم، والجور، والأثرة، والاستبداد، ونرفض من يمارس ذلك من أي فئة أو طائفة أو سلالة كان.
ونرى مواجهة عدوانه وظلمه بأي وسيلة حقاً مشروعاً، وواجباً مفروضاً، دعت إليه الشريعة السمحاء، ودلت عليه العقول والفطر السليمة.



أهداف المسيرة:
أولاً - الدعوة للالتفاف حول القرآن الكريم، والسير على هداه في جميع مناحي الحياة، كمنقذ وملاذ أوحد، ومنهج شامل مسدد ((إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)).
ثانياً - بث روح التسامح، وتعميق الوحدة بين المسلمين، من خلال العمل على التقارب الفكري بإخضاع كل الآراء والأفكار للرؤية القرآنية المقدسة، وأيضاً من خلال الانطلاقة في عمل موحد قوامه التعاون على البر والتقوى ((وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ )).
ثالثاً - السعي لتنفيذ أمر الله سبحانه بتكوين أمة قوية مؤهلة للدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )).
رابعاً - تربية النشء وتثقيفهم بالثقافة القرآنية، وحياطتهم من الثقافة المغلوطة والأفكار المنحرفة، ونشر هدي القرآن الكريم عبر كل الوسائل المتاحة ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)).
خامساً - الدفع بالشباب إلى العلم والعمل، وتنمية مواهبهم، وتوجيه قدراتهم وطاقاتهم فيما يخدم الأمة، باعتبارهم طاقتها الكبرى، وعماد نهضتها الأقوى الذي يرتفع بها إلى مستواها الحضاري اللائق لتمارس دورها الريادي الذي اختاره الله لها واختارها له ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)).
 ذلك هو تعريفنا لمن أراد معرفتنا، وهذه هي أهدافنا، نقولها ونعتقدها، ونسعى لتحقيقها بعون الله، ونعلنها لا تباهياً ولا رياءً، وإنما نزولاً عند متطلبات الواقع الذي يلحظه من يتابع وسائل الإعلام في هذه الأيام بالذات .. ومن الله نستمد التوفيق والهداية.



عقيدتنا:
هي عقيدة أهل البيت الطاهرين (سلام الله عليهم) والتي مرجعها وأساسها القرآن الكريم، وقد لخصها الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم (عليهم السلام) في مقدمة كتابه (الأحكام في الحلال والحرام) وبسطها وفصلها هو وغيره من كبار أئمتنا كالإمام الأعظم زيد بن علي، وكذا الإمام القاسم بن إبراهيم، وولده محمد بن القاسم، والإمام الناصر الحسن بن علي الملقب (الأطروش) وكتبهم في مجال العقيدة معظمها مطبوع يمكن الإطلاع عليها، فلا حاجة بنا إلى سرد معتقداتنا وهي تتلخص في: العدل والتوحيد، وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) باعتباره الخليفة الشرعي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووجوب موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله، ووجوب جهاد الظالمين، ونعتبر من يعتقد ذلك زيدياً مهما كان توجهه في الفرعيات.
وقد استدل أئمتنا (عليهم السلام) على صحة هذا المعتقد بأقوى الأدلة من القرآن الكريم، وبما جاء عن النبي الأمين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فليراجعها من أراد معرفة أدلتنا في العقيدة.
كما زخرت كتب العالم الرباني السيد المجاهد الوالد/ بدر الدين بن أمير الدين الحوثي بالأدلة القوية لتثبيت العقيدة، والردود على تقولات وافتراءات العديد من الكتاب والمؤلفين، ومن أبرز مؤلفاته وأوسعها (التيسير في التفسير) سبعة أجزاء في تفسير القرآن الكريم، و(تحرير الأفكار) و(الغارة السريعة في الرد على الطليعة).
أما فقهنا:  فهو فقه أهل البيت الطاهرين، فقه الإمام زيد بن علي (عليهما السلام)، والإمام الهادي يحيى بن الحسين (عليهما السلام) وبإمكان من أراد الإطلاع مراجعة (مسند الإمام زيد بن علي) وكتاب (الأحكام في الحلال والحرام) للإمام الهادي (عليه السلام) وهما المرجع الأساس للفقه الزيدي.
أما ثقافتنا: فهي ثقافة القرآن الكريم، والذي هو المصدر للثقافة الإسلامية الصحيحة، ونرى أن أي ثقافة لا تعتمد القرآن الكريم، ولا تستمد منه هي ثقافة مغلوطة لا يصح الاعتماد عليها، وقد تحدث السيد/ حسين بدر الدين الحوثي حول هذا الموضوع بتوضيح وتفصيل في محاضرة بعنوان (الثقافة القرآنية) كما تضمنت محاضراته القيمة - والتي تم نشر معظمها - الكثير الكثير من المواضيع الثقافية المهمة، والتي تعتبر مرجعاً لطلاب الوعي الصحيح والثقافة الحقة.
منهجيتنا في الدعوة: هي منهجية القرآن الكريم المصرح بها في قول الله سبحانه وتعالى: ((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) وقوله تعالى: ((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي)) وقد تم اختيار ما تحدث عنه الأخ السيد/ حسين بدر الدين في مجال الدعوة إلى الله وإفراده في عدة ملازم تحت عنوان (منهجية الدعوة في القرآن الكريم) فليراجعها من أراد المزيد.
وتتركز جهودنا الدعوية على دعوة جميع المسلمين للعودة إلى القرآن الكريم، وتحكيمه في شئون الحياة، والاهتداء بنوره للخروج من المأزق الذي وقعت فيه الأمة.
موقفنا من السياسة الأمريكية والصهيونية : نرفض الغطرسة الصهيوأمريكية التي تهدف لاجتياح العالم الإسلامي فكراً، وعقيدةً، وثقافةً، وأرضاً، ونعتبر ذلك خطراً يهدد كيان أمة الإسلام.
 وبعد أحداث (11) سبتمبر - والتي اتخذت منها الإدارة الأمريكية ذريعة لإعلان الحرب على الإسلام والمسلمين - رأينا أنه لا بد من اتخاذ موقف رافض لسياستها الإجرامية، وانطلاقا من مبدأ (وجوب البراءة من أعداء الله) فقد تبنى السيد/ حسين بدر الدين الحوثي شعار (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) وطلب من المقتنعين به الهتاف به يوم الجمعة بعد نهاية الخطبة الثانية، ولم يلزم به أحداً إلزاماً، وكل ذلك بناءً على كوننا بلداً ديمقراطياً ينص دستوره على حرية التعبير عن الرأي، وليس في هذا الشعار ما يتنافى مع دستور وقانون الجمهورية اليمنية، إضافة إلى كونه موقفاً سلمياً للغاية لا يدعو إلى العنف، ولا إلى الإخلال بالأمن والاستقرار، ولا يمت بصلة، أو يشير بأية إشارة، أو يمكن تأويله بأنه يحرض على النظام القائم، أو ينقد سياسته، أو فساده، أو نحو ذلك مما قد يبرر للسلطة اتخاذ ذلك الموقف الصارم تجاه هذا الشعار ومن يتبناه ويروج له!.
أما موقفنا العملي تجاه السياسة الصهيوأمريكية فهو ينحصر في الدعوة لمقاطعة بضائعهم، ومنتجاتهم، دون فرض ذلك على أحد، إضافة إلى تبيين خطرهم، وتعرية خداعهم، ومكرهم ضد الإسلام والمسلمين، حسب قدراتنا وإمكاناتنا الإعلامية المحدودة.
مشكلتنا مع النظام القائم: أساساً .. مشكلتنا هي مع التسلط والإستعباد والقهر الذي تمارسه السلطة، لا مع النظام كنظام جمهوري (إن جاز التعبير)، ولم نسع يوماً، أو نخطط للإطاحة به، أو نتآمر ضده. كما أن مشكلتنا هي في الأساس مع أمريكا وإسرائيل العدو اللدود للإسلام والمسلمين، وكل ما طرحه السيد حسين بدر الدين في محاضراته حول السياسة الأمريكية يشهد بما قلنا، وبإمكان المطلع على ملازمه - والتي تتوفر على شبكة الإنترنت - أن يلحظ مصداقية هذا القول، وأن تلك المحاضرات هي لسان حال المجتمع الإسلامي، وكل الأحرار في العالم، الذين يطمحون للإنعتاق من مخالب الاستعمار، والتحرر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية، وأنها كلها مستمدة من هدي القرآن الكريم، الذي حذر كثيراً من اليهود والنصارى، وبين خطرهم على أمة الإسلام.
وقد يقال: فلماذا ستة حروب إذن؟ هذا السؤال يوجه إلى النظام فهو يعرف الجواب لكونه من أشعل تلك الحروب، لكن من وجهة نظرنا ونظر الكثيرين من السياسيين والأحرار الواعين: أنها حرب بالوكالة شنتها السلطة تنفيذاً لأجندة أمريكية ضمن مخطط يسعى لإشعال الفتن والحروب، أو ما يسمى (الفوضى الخلاقة) في المنطقة، وقد تجلى ذلك بوضوح خلال الحرب السادسة حيث اطلع الجميع على بعض الشواهد على ذلك من خلال تصريحات بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية الذي أعلن دعم أمريكا للحكومة اليمنية في حربها علينا ، وكذلك تنفيذاً لتوجيهات سعودية بل لقد ثبت وتأكد لنا التورط المباشر للسعودية من خلال القصف بالطيران السعودي لعدد من المناطق اليمنية إبان الحرب السادسة بالذات، كما تم العثور على كثير من الأسلحة السعودية المتنوعة التي خلفها الجيش اليمني في عدد من المواقع التي دحر منها. وقد تبين ذلك للجميع حينما عرضت بعض تلك الأسلحة عبر بعض وسائل الإعلام الخارجية، ولا تزال بحوزتنا الكثير من الأدلة سنعلن عنها في الوقت المناسب، ولسنا بصدد هذا الموضوع الآن.
وقد تجلى للجميع أن هذا النظام نظام متهالك، يسعى للاستمرار والتماسك من خلال صنع الأزمات الداخلية، وبذلك ينفذ رغبة وسياسة الاستكبار وبعض دول الجوار في السعي لتمزيق اليمن لضمه إلى قائمة الدول الفاشلة المنهارة.
في الأخير نؤكد أنه لا مبرر للنظام لشن العدوان علينا، وأن مزاعمه وذرائعه لشن الحرب بدعوى الدفاع عن النظام الجمهوري، وأننا نسعى للحكم والسلطة وإعادة الإمامة .. هي مجرد أكاذيب باطلة ـ كما سنوضحه فيما بعد ـ ولسنا بصدد ما يدعون ولا طمع لنا في الحكم، بل حتى لو افترضنا – جدلاً - أننا وصلنا إلى السلطة لكان أول ما نقوم به هو تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، لاختيار رئيس للجمهورية اليمنية ... فهل تفهمون؟
مطالبنا المشروعة: كنت قد تحدثت - إجمالاً - حول موضوع مطالبنا وغيرها تحت عنوان: (تعرّف على الحقيقة) في مقابلة بثت عبر بعض المواقع الإلكترونية في 15/5/2007م ولكن في الآونة الأخيرة وخلال الحرب السادسة بالذات لاحظنا تخبطاً لدى الكثير من المحللين السياسيين والكتاب والصحفيين حول هذه النقطة، فهناك من ينكر أن يكون لنا مطالب أصلاً، وهناك من يطرح مطالب لم نقلها أبداً، والكثير يتأثر بإعلام السلطة في دعوى أننا نطلب عودة الإمامة، وما أشبه ذلك من الافتراءات.
وللجميع نقول: إن لنا مطالب قديمة من قبل الحروب علينا بكثير، وقد أفرزت الحرب مطالب جديدة وإليكموها بالتفصيل:
مطالبنا من قبل الحروب: قلنا في المقابلة المذكورة: أن واقعنا يعكس مطالبنا وبكل جلاء، ولكن ربما لم يتح للكثير معرفة وضعنا، والإطلاع على واقعنا جيداً، ويود معرفة مطالبنا بالتفصيل، وهي بالطبع تعكس وضعنا وواقعنا .. فهذه مطالبنا التي ننادي بها من قبل الحروب علينا بكثير:
أولاً - نطالب بالحرية الكاملة في ممارسة عقائدنا، وشعائرنا، ومناسباتنا الدينية، بما في ذلك إقامة المدارس الدينية، وطباعة كتبنا ونشرها، كون المدارس النظامية قائمة على أساس الفكر الوهابي، وبما في ذلك إقامة المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف، وعيد الغدير، وغيرهما، والتوقف عن محاولة طمس هويتنا الزيدية، وعن تأويل أي نشاط ثقافي نتبناه ، وربطه بمحاولة إعادة الإمامة.
ثانياً - مساواتنا بغيرنا من فئات المجتمع اليمني في حق المواطنة والعيش الكريم، وعدم الازدواجية في المعايير، أو الإستقواء علينا بدعم الفكر السلفي ضدنا، ومحاولة إشعال الفتنة الطائفية، ومساواتنا ببقية أبناء المجتمع اليمني في مجال التنمية، وإطلاق المشاريع المتوقفة، وكذا في جانب الوظيفة، ومنها مجال التعليم، وتسوية أوضاع المعلمين، وإعادة المفصولين إلى وظائفهم، وصرف مستحقاتهم، وكذا إعادة من تم التنكيل بهم من المدرسين الذين تم توزيعهم في أبعد المحافظات عن محافظاتهم للعمل في بلدانهم.
ثالثاً - الحد من التلاعب بمقدرات الشعب، والعبث بثرواته، والاستئثار بخيراته، واحتكارها في طبقة من المفسدين على حساب الفقراء المعوزين والمستضعفين من أبناء الشعب.
والعمل المخلص والجاد على إخراج البلاد من هذا المأزق الخطير، والوضع المتدهور والذي في ظله ساد الفقر والبطالة والمشاكل في شتى مجالات الحياة.
رابعاً - عدم الارتهان للأمريكيين والارتماء في أحضانهم، وتنفيذ أجندتهم، وفتح البلد لاستخباراتهم تعيث فساداً وتحت أي مبرر كان، إذ أن ذلك كله يتنافى مع السيادة الوطنية، وهو بلا شك مقدمة لاحتلال اليمن، وكل المؤشرات تدل على ذلك.
وهكذا نطالب بالخروج من تحت الوصاية السعودية، التي ما فتئت تتربص باليمن الدوائر عبر التاريخ، وتخلق له المشاكل المستعصية لإضعافه وإذلاله وقهره، وذلك من خلال كسب ولاء  الكثير من زعماء القبائل اليمنية، وكبار الشخصيات المؤثرة، وصرف رواتب شهرية سخية لكي يتغاضوا عن تدخلاتها في البلد، بل ويساندوها في كثير من القضايا، وبالأخص في المساومة على الحدود، وابتلاع المساحات الواسعة من الأراضي اليمنية.
وكذلك من خلال المد الوهابي السلفي ودعم مؤسساتهم، وإغراقها بالمال، وتحريضهم، ورسم المخططات لهم لمحو فكر أهل البيت (عليهم السلام) وطمس هوية أبناء الزيدية، والشافعية المستنيرة، إلى غير ذلك من المفاسد والجرائم التي ينفذها النظام السعودي في البلد عبر السلطة العميلة في اليمن.
هذه هي مطالبنا بالنسبة لما قبل الحرب الأولى، ولا بد أن نؤكد على قضية مهمة هي: أننا - وبالرغم من الوضع السيئ والمزري والاضطهاد طوال العقود الماضية - لم نرفع سلاحاً، ولم نخل بنظام، ولم نتجاوز الطرق السلمية في سبيل تحقيق مطالبنا المشروعة، والتي نلح في تنفيذها، ولن نتنازل عنها كحق مشروع مُقرٍ في دستور الجمهورية اليمنية.
مطالبنا الحالية: لا بد من التأكيد – مقدماً - أن دخولنا في الحرب مع السلطة لم تكن من أجل تحقيق ما ذكرنا من المطالب كما يروج له الكثير من المحللين، وإنما لأننا اضطررنا للدفاع عن أنفسنا، فقد فرضت علينا الحرب عام 2004م دون مبرر يعقل، سوى ذرائع واهية اختلقتها السلطة يوم ذاك أثبت الواقع زيفها وكذبها، بل كان الواقع ما أشرت إليه سابقاً من أن هذه الحروب كلها كانت حرباً بالوكالة، ولها أهداف سياسية كبيرة وخطيرة.
ولقد نتج عن هذه الحروب مآسي كثيرة، وخلفت الخراب والدمار، وآلاف الضحايا من أبناء المحافظات الشمالية،الذين سقطوا شهداء وجرحى ومعوقين، وآلاف السجناء والمفقودين، وعشرات الآلاف من النازحين والمشردين الذين لم يجدوا مأوى بعد قصف بيوتهم بالطيران والصواريخ وغيرها من وسائل الدمار، كما خلفت الآلاف من الثكالى واليتامى والفقراء والمعوزين.....الخ.
من هنا فقد نتج عن هذه المآسي مطالب جديدة كنا ولا زلنا ننادي بها من بعد الحرب الأولى وهي تتلخص فيما يلي:
أولاً - وقف الحرب وسحب الجيش من جميع المواقع التي استحدثت خلال الحروب، وعودته إلى معسكراته المعروفة من قبل الحرب الأولى.
ثانياً - إطلاق جميع السجناء بلا استثناء، والكشف عن جميع المفقودين.
ثالثاً - إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وإعادة جميع المنهوبات على المواطنين. وتعويض المتضررين في أي مجال كان الضرر، ومعالجة الجرحى ورعاية المعوقين.
رابعاً - التحلي بالحكمة والعقلانية والشفافية في معالجة كل الأزمات التي تمر بها البلاد، والتخلي عن نهج التخوين والافتراء وخلط الأوراق، واتخاذ ذلك كمبرر لضرب المعارضين لسياسة الحزب الحاكم ونهجه في إدارة البلاد، أو المنادين بحقوقهم المشروعة ممن يئنون تحت وطأة الظلم والقهر في شمال اليمن وجنوبه، كون ذلك النهج، وسياسة العصا الغليظة هي التي أشعلت الحروب، وأججت المشاكل، وزرعت الفتن في ربوع اليمن، مع أن التجربة قد أثبتت استحالة حل الأزمات الداخلية بالذات عبر تلك الوسيلة الحمقى، كما يشهد التاريخ وكل العقلاء بذلك، خصوصاً ونحن أبناء بلد الإيمان والحكمة، فلماذا نتخلى عن هذا الوسام الرفيع الذي منحنا واختصنا به الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم دون سائر الأمم؟!!.
خامساً - المسارعة وعدم المماطلة في تنفيذ ما ذكرنا من المطالب، تحت رعاية لجنة مشكلة من الناس المخلصين الأوفياء الصادقين، ومنحهم كامل الصلاحية في تنفيذ مهمتهم دون ممارسة أي ضغوط عليهم مما يعكر الأجواء ويؤدي إلى تجدد الحرب كما حصل في الماضي.



إضاءة على بعض النقاط المهمة
لكي تتجلى الصورة الحقيقية:
مسيرتنا هي ثقافية بحته، بيد أنه – وبعد أن شنت السلطة الظالمة حروبها المتتالية ضدنا وحاولت إذلالنا واستعبادنا - اضطررنا للدفاع عن أنفسنا بعد استنفاد كل الوسائل، وفشل كل محاولة للحلول السلمية، فكان لا بد من حمل السلاح لردع المعتدي والدفاع عن الكرامة.
وخلال خمس سنوات من الحرب أصبحت الصورة لهذه المسيرة وكأنها حركة مسلحة لا تريد إلا القتل والقتال وليست توجهاً ثقافياً يحمل للأمة مشروعاً حضارياً رائداً، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة.
لهذا فإنه لا بد لمن يتطلع لمعرفتنا ومعرفة توجهنا أن لا ينظر إلينا من زاوية الحروب المفروضة علينا، وما تروج له السلطة لتكريس تلك الصورة غير الحقيقية، فهناك الكثير من أدبياتنا متاحة للمستطلع ويمكنه تناولها بيسر وسهولة إن أراد معرفة الحقيقة.
ولكن - للأسف الشديد - دأبت السلطة على اعتبار أي نشاط ثقافي نقوم به - رغم كونه متواضعاً جداً - نشاطاً مشبوهاً، ومؤامرة ضد النظام وضد الوحدة و..و..الخ، وتتخذ موقفاً صارماً إزاء ذلك، فقد تزج بالواحد منا في السجن لسنوات لكونه ضبط متلبساً بجريمة حيازة ملزمة أو قرص مدمج من محاضرات الأخ/ حسين بدر الدين!! وكذا قد تعتقل من تسنى لها اعتقاله بسبب كونه شارك بالحضور في مناسبة (المولد النبوي الشريف) أو (مهرجان عيد الغدير) أو أي مناسبة دينية نحييها..!! وهكذا هدمت المدارس الدينية التي بناها المواطنون بأموالهم لتعليم أبنائهم خلال العطلة الصيفية، وصادرت الكتب وحتى (الصحيفة السجادية) و(نهج البلاغة) تصادر من المكتبات العامة ويعاقب من يبيعها!!، فلم نعد ندري ما الذي تريد هذه السلطة من شبابنا؟ هل تريدهم أن يصبحوا مجرد فلاحين وحسب؟! أم رعاة أغنام أم متسكعين في الشوارع مهملين كالأنعام حتى يكونوا (مواطنين صالحين)؟؟!!
هل لنا علاقة مع أي جهة؟
روجت السلطة - وبما تملكه من وسائل إعلام كبيرة ومضللة - لاتهمامنا بأن لنا علاقات مع جهات وقوى داخلية وخارجية، ونتلقى دعماً من هنا وهناك، وسخرت أمولاً طائلة لشراء ذمم الكثير من الكتاب والمحللين ووسائل الإعلام الداخلية والخارجية، وهددت وتوعدت كل من لا يتحدث بما يحلو لها وخاصة حيال هذا الموضوع، واستدعت سفراء وأرسلت وزراء لبعض الدول الإقليمية وكأننا أمام واقع لا يقبل الشك أو التشكيك!!.
وكان الهدف من هذا الترويج والتهويل معروفاً دونما ريب، فلقد اعتادت السلطة - ومنذ زمن بعيد - على هذا النهج لابتزاز الكثير من الدول، كي يهبوا لنجدتها ودعمها ضد الخطر المحدق والذي سيعم شره كل العالم إن لم تتضافر الجهود لوأده في مهده - كما تزعم -!
فالمنادون بحقوقهم المنهوبة في الجنوب: انفصاليون مخربون يسعون للقضاء على الوحدة ومنجزاتها! وأحزاب المشترك في الوسط: خونة متربصون حاقدون يريدون الانقضاض على السلطة في أي لحظة، والحوثيون في الشمال: جادون لإعادة الحكم البائد، وإرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء!!.
وهناك ما يسمى الإرهاب الذي لا دين له ولا وطن: منتشر في كل مكان!....الخ.
إذن .. فليهب العالم للنجدة وإلا فإن النتيجة ستكون عامة وطامة!! وهكذا نجد السلطة تهول وتضخم وتزيف الحقائق وهي هي من تخلق المشاكل، وتؤزم الوضع، وبيدها الحل للمشاكل كلها في أيام قلائل.
فمطالب الجنوبيين وحل المشكلة معهم بإعطائهم حقوقهم ورفع الظلم عنهم، وما ذا ينقص الدولة إن فعلت؟!.
وأحزاب اللقاء المشترك تكاد تنحصر مطالبهم فيما يتعلق بانتخابات حرة ونزيهة.
 وبالنسبة لنا فنحن لا نطمح للسلطة، وإن كنا لا نريدها حكراً على المفسدين، وما يهمنا هو العدالة وليس مجرد الأسماء والألقاب، ومطالبنا معروفة معقولة.
أما ما يسمى الإرهاب فهم صنيعتها، تحركهم متى شاءت أمريكا، والتي تتخذهم ذريعة للتدخل العسكري في اليمن وغيره.
ونحن في الأخير نقول للجميع:
نحن مجرد توجه ومسيرة قرآنية ثقافية لا حاجة لنا في مد جسور علاقات دولية، ولا نريد التحرك إلا على ضوء إمكاناتنا حتى نضمن استقلالنا، وحريتنا في توجهنا ومسيرتنا التي قد لا تروق للكثير في الداخل ولا في الخارج ممن لا يرون مصلحة لهم في دعمنا والعلاقة بنا ما دام الأمر كذلك.
وعلى كل حال.. فإننا لا نرى محظوراً ولا عيباً في العلاقة والتعاون مع أي إنسان أو بلد مسلم مخلص في علاقته وتعاونه لا يريد بذلك إلا نصر دين الله والمستضعفين، بل إن ذلك هو ما ندب إليه ديننا الحنيف، وحث عليه الشرع الشريف في قول الله سبحانه: ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) وغيرها من الآيات الكريمة. كما ورد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل البنان أو البنيان يشد بعضه بعضا).
فلماذا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لمجرد أكاذيب يختلقونها هم، ودعايات يروجون لها ضدنا، بينما هم مرتمون في أحضان أمريكا، ومجندون أنفسهم لتنفيذ مخططاتها ضد شعوبهم وضد أمتهم!! ويتلقون مليارات الدولارات منها ومن غيرها من دول الاستكبار لنفس الغرض المذكور، بل إن هؤلاء الحكام الطغام قد أذلوا شعب اليمن، ودنسوا كرامته بكثرة تسولهم واستجدائهم وطرقهم لأبواب الشرق والغرب لنيل عطاياهم ورفدهم، ويا ليت أن ذلك، أو حتى بعضه يصب في مصلحة الشعب لتنفيذ المشاريع التنموية، وتخفيف وطأة الفقر التي يكتوي بنارها معظم مواطني اليمن. ولكن – للأسف – إنما تصب في جيوب الزمرة من المرتزقة والفاسدين، وتشترى بها الأسلحة الفتاكة التي تهدم الدور فوق رؤوس النساء والأطفال، وتمون بها الألوية العسكرية لقتال المؤمنين  المستضعفين!! هذا هو العار، والخزي والصغار.
إنها لمفارقة عجيبة يقف الفكر أمامها مشدوها، مذهولاً، لا يدري إلى أي مدى وصل الانحطاط واللؤم بهولاء، الطغام المفسدين؟!! فأي الفريقين أحق باللوم إن كنتم تعلمون؟ وألأم من هولاء وأسوء من لازال يصدقهم وتنطلي عليه دعاياتهم وتضليلهم بعد أزمنة مضت وهم على هذا المنوال من الزيف والكذب والخداع والوعود، وهو يرى الواقع المرّ ماثلاً أمامه، بل قد يكون ممن يتضور جوعاً ويكاد الفقر يسلب عقله، وهو لا يزال يستنهض قواه ليقف مصفقاً بعد كل فقرةٍ من خطابات المنجزات التي ملتها الأسماع، وعافتها الطباع وعفا عليها الزمن.
نظرتنا للعلم والمعرفة:
قضية العلم والمعرفة قدستها رسالة السماء، وهي مقدسة عند كل العقلاء، بل إن حب المعرفة والاطلاع غريزة في البشر، ولا ينكرها إلا أحمق مغفل، وقداسة العلم إنما هي لغايته التي هي العمل، ولا خير في علم بلا عمل.
ونظرتنا للعلم والتعليم نظرة تقديس وإجلال وإكبار، لأن بلادنا – صعدة – هي مهبط أئمة الهدى، وأساطين العلم والمعرفة عبر القرون، والتاريخ خير شاهد.
وصعدة اليوم وعبر التاريخ هي مُهاجر طلاب العلم، ومحط رحالهم، وهناك البقية الباقية من العلماء الأفاضل ممن لا تأخذهم في الله لومة لائم يؤدون رسالتهم بكل تفانٍ وجدٍ واجتهاد، والكثير من شبابنا المجاهدين هم من طلبة العلم الشريف لدى هولاء العلماء، ومن خريجي الجامعات، والثانوية، والمدرسين، وفيهم الخطباء، والأدباء، والمثقفون، رغم العوائق والإهمال المتعمد، واللامبالاة تجاه هذه المحافظة من قبل الدولة فيما يتعلق بهذا الجانب وغيره منذ البداية وقبل الحروب المفروضة عليهم، وجاءت الحروب لتكتمل معاناة طلبة العلم في محاولة لتجهيل أبناء هذا المجتمع، ووأد تطلعاتهم للعلم والمعرفة، وتحويلهم إلى همج رعاع أتباع كل ناعق، فأوقفوا الدراسة، وهدموا الكثير من المدارس النظامية، وكل المدارس الدينية التي بنيت بتمويل المواطنين وكدهم، وما بقي من تلك المدارس حولوها إلى متارس قبل أن يعلن الرئيس ذلك في مناسبة 26 سبتمبر عام 2009م.
ولأن حب العلم متجذر في نفوس شبابنا منذ القدم، فقد مضوا يلملمون جراحهم، ويبتلعون آلامهم لمواصلة مشوار التعلم والتعليم، والتشبع بالمفاهيم القرآنية، فما أن تعلن هدنة، أو تحين فرصة حتى تزدحم المساجد، والمدارس، والمقايل بالشباب والناشئة لاقتباس المعرفة، والاستنارة بالعلم، والتزود بالثقافة الصحيحة، النابضة بهدي القرآن الكريم، والتعالم الإلهية القدسية، وتلقي كل ذلك بإعظام وإجلال ومسئولية، حيث تترجم المفاهيم والنصوص إلى سلوك عملي دؤوب، إذ لا واسطة لديهم بين العلم والعمل، ولا مكان للتكاسل والملل، ولا قبول للجمود والركود، ولا للأفكار المسمومة والثقافة المنحطة التي تسعى لتدجين العلماء وطلاب العلم، وجعلهم مجرد وعاظ للسلاطين يسبحون بحمدهم، ويبررون ظلمهم وفسادهم.
لقد شب الجميع عن الطوق، وانطلقوا يحملون المصحف في يد والبندقية في الأخرى في مسيرة قرآنية جهادية، تأبى الظلم، وترفض الاستكانة، حتى تشرق شمس الحرية، وتستعاد الكرامة المسحوقة، ويسود الأمن والسلام .(والعاقبة للمتقين).
وأخيراً.. فاننا- وفي هذه الأيام العصيبة التي تمر بها أمة الإسلام في ظل المؤامرة الخطيرة ضد المسجد الأقصى, وانتهاك حرمته, والسعي لهدمه وتحويله إلى معبد لليهود المجرمين – نعلن تضامننا مع إخواننا في فلسطين ,ونحيي جهادهم المقدس, ووقفتهم الصامدة للحفاظ على قدسية المسجد الأقصى, وطهارته من رجس اليهود ودنسهم .                                
كما ندعوا جميع الشعوب المسلمة إلى تحمل مسئوليتها إزاء هذا المخطط الإجرامي وإلى مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي ضد الإسلام والمسلمين . وأن تعلم أن عليها تقع المسئولية في حماية دينها ومقدساتها, وأنه لابد من معالجة أسباب الضعف والوهن الذي منيت به جراء سياسة الحكام العملاء الفاسدين الذين روضوا الشعوب على استمراء الظلم والاستعباد من خلال تكريس ثقافة الجمود, والخنوع للظلم والظالمين , وبعكس ما دعى إليه القرآن الكريم ,والرسول الأمين من وجوب جهاد الكافرين العتاة المتجبرين ,والأخذ على يد الظالم, وأطره على الحق أطرا. إن المسجد الأقصى في خطر,وإن الحرمين الشريفين في خطر,وإن ديننا وإسلامنا كله في خطر,وإن أرضنا بثرواتها العظيمة في خطر!!  ولاشك في أن الشعوب المسلمة تستشعر كل هذه المخاطر,وتفهم المخططات الاستعمارية ومن يقف وراءها, ووعي هذه الحقيقة أمر مهم, غير أن المشكلة تكمن في عدم وعينا أو اختلافنا في : من المسئول عن مواجهة ذلك الخطر؟؟.
فأغلب الشعوب المسلمة اليوم لا تزال تراهن على حكامها ,في الوقت الذي نرى فيه بعض الحكام يمنع شعبه من القيام بمظاهرة سلمية للاحتجاج على جرائم اليهود في غزة ,أوفي المسجد الأقصى !! والبقية يكتفون بإطلاق عبارات التنديد والاستنكار! وما موقفهم حيال العدوان الصهيوني على غزة والمسجد الأقصى الشريف عنا ببعيد .
إذاً.. ألا يكفي ما مضى مخبراً عما بقي ؟ ! فحتى متى نبقى نراهن على هؤلاء الحكام ؟؟.
إن المراهنة – في تحقيق أي خير لهذه الأمة – على الحكام الطغاة إنما هو تغفل وغباء ,أو تهرب من المسئولية الملقاة على كاهل الشعوب والتي أثبت التأريخ أنها هي صاحبة القرار,وأنها هي المعنية بقضاياها ,كونها هي المستهدفة أصلا .
ولأن دور الشعوب هو الدور الأخطر على الإطلاق.. فقد تركزت جهود المستعمر عليها لمسخها وتمييعها ,وبالتالي إذلالها وقهرها من خلال غمسها في ثقافته المنحلة التي أدت إلى فصل تلك الشعوب عن مصدر عزتها وقوتها,وتقدمها وحضارتها,وهو القرآن الكريم الذي حول أولئك الأعراب – يوما ما- من رعاة للغنم إلى سادة قادة للأمم, وصنع لهم حضارة ومجدا وقوة دانت لها الدنيا !!
إنه كلام الله العلي الأعلى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ,هو مصدر القوة والعزة كما قال الله سبحانه (( لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ)) أي فيه شرفكم وعزتكم وكرامتكم .
من هنا يجب أن نعلم أنه لا خلاص للأمة من محنتها,ولا مخرج لها من أزمتها إلا بعودتها إلى كتاب ربها,والعمل به وتحكيمه في كل شئون حياتها.
ولنختم هذه الصفحات بهذا الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ستكون فتنة، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله، قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم, وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، والصراط المستقيم, هو الذي لا تزيغ به الأهواء, ولا تلتبس به الألسن, ولا يشبع منه العلماء, ولا يخلق عن كثرة الرد, ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذا سمعته إلا أن قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجيباً، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ) أمالي الإمام المرشد بالله (ع)
والحمد لله رب العالمين ,وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
شوال 1430هجرية 
أكتوبر 2009ميلادية