ما لذي يجب عمله أمام العدوان السعودي على اليمن؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اليمن ـ صعدة
14/4/2010م

الأخوة في / منظمة هيومن رايتس ووتش    الأكارم

تحية طيبة وبعد :ـ

بداية نثمن حرصكم على سلامة المدنيين ونشكركم على جهودكم التي بذلتموها في هذا الموضوع الإنساني، واليكم بعض الملاحظات على ما ورد في  تقريركم الأخير بخصوص الحرب السادسة في شمال اليمن.

أولا : إن إدانتكم للحكومة اليمنية والسعودية لا يرقى لمستوىبشاعة المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين رغم أننا وثقنا تلك الجرائم وقمنا بنشرها على وسائل الإعلام وفيها شهادات المواطنين والمصابين.

ثانيا: أشرتم في البيان إلى أننا عرضنا حياة المدنيين للخطر بحجة انتشارنا في المناطق المكتظة بالسكان، وهذا الاستنتاج يكشف بوضوح عدم إدراككم لحقيقة الحرب وأن الحكومة اليمنية و السعودية  كانتا تتعمدان استهداف المدنيين و كانتا تشنان حرب إبادة جماعية ضدنا، ويكفي لإدراك هذه الحقيقة تكرار استهداف المدنيين في المناطق المكشوفة والتي لا يمكن الاشتباه بها كالأسواق و مخيمات اللاجئين بغية تحقيق أكبر عدد من الإصابات في صفوف المدنيين  وهنا نعيد التذكير ببعض تلك الجرائم ومنها :
  1. مجزرة في سوق مديرية حيدان بتاريخ 21/8/2009م وسقط فيها عشرات القتلى و الجرحى.
  2. مجزرة في مخيم غافرة مديرية مجز بتاريخ 18/8/2009م وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى.
  3. مجزرة في مخيم يسنم بتاريخ 29/8/2009م وسقط فيها عشرات القتلى و الجرحى .
  4. مجزرة في مخيم سودان بتاريخ 29/8/2009م سقط فيها عشرات القتلى و الجرحى.
  5. مجزرة في سوق الطلح بتاريخ 15/9/2008م  سقط فيها عشرات القتلى و الجرحى.
  6. مجزرة في مخيم العادي بحرف سفيان محافظة عمران بتاريخ 16/9/2008م وسقط فيها مئات من القتلى والجرحى .
  7. مجزرة في سوق الاثنين مديرية ساقين بتاريخ 23/10/2008م وسقط فيها عشرات القتلى و الجرحى .
  8. مجزرة في سوق بني معين مديرية رازح بتاريخ 13/12/2009م وسقط فيها أكثر من مائة شخص ما بين قتلى وجرحى  .
  9. مجزرة في معسكر إيواء الأسرى بتاريخ 15/12/2009م سقط فيه مئات القتلى والجرحى.
  10. مجزرة في حفلة عرس بمدينة النضير مديرية رازح بتاريخ 20/12/2009م وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى بين القتلى 17 امرأة .
ولو أنكم راجعتم تصريحات حكومتا اليمن والسعودية  أثناء الحرب لوجدتم الكثير من الإشارات التي تعبر عن رغبتهم في ارتكاب جرائم إبادة جماعية . ونورد لكم بعضا من تلك الإشارات.
  • - عبرت الحكومة السعودية أكثر من مرة عن نيتها فرض منطقة خالية من السكان بعمق عشرات الكيلو مترات داخل الأراضي اليمنية باستخدام القصف الجوي و الصاروخي لتحقيق ذلك، مع العلم أن الحكومة السعودية كانت تمنع فرار النازحين إلى حدودها وكانت تعلم أن محافظة صعدة محاصرة من كافة الاتجاهات ولم يكن في مقدور المدنيين الفرار خارجها. وهكذا لم يعد من سبيل لتكوين منطقة خالية من السكان إلا بإبادتهم . 
  • - صدرت فتاوى لعلماء دين سعوديين ويمنيين تستبيح دمائنا بذريعة أننا فئة ضالة ومنحرفة.
  •  عبر الرئيس صالح  أكثر من مرة عن رغبته في سحقنا واستئصالنا و كرر وصفنا بأننا شرذمة ضالة يجب القضاء عليها في الكثير من تصريحاته منذ اندلاع الحرب الأولى عام 2004م ، ولو أنكم دققتم في الحملات التحريضية في وسائل الإعلام و داخل الجيش و في المساجد لوجدتم الكثير من الشواهد التي تؤكد نزعة الإبادة الجماعية لدى تلك الإطراف .
ولولا اتخاذ الأهالي لكافة الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم , وأهمها حفر الخنادق في الوديان والجبال لإيواء أسرهم ومواشيهم لتمت إبادتهم، حيث كانت عشرات الطائرات تحلق كل يوم لملاحقة تجمعات الموطنين في كل مكان ناهيكم عن القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة للمدن والقرى أن مشاهد الدمار في مدن وقرى المحافظات الشمالية  لا تزال شاهد حي على تلك الجريمة وبإمكانكم التأكد من ذلك في أي وقت.

ثالثا: اعتمدتم في توجيه الاتهامات ضدنا على معلومات أدلى بها مواطنون نازحون في معسكرات خاضعة للسلطة أو متعاونين معها، ومن تلك الاتهامات تنفيذ إعدامات بدون محاكمة, إرغام الناس على القتال ونهب ممتلكاتهم, تعمد إعاقة إسعاف الجرحى وغيرها.

  وهنا نلفت نظركم إلى أن الحكومة تعامل أولائك النازحين كرهائن ويتعذر عليهم الإدلاء بشهادات صحيحة خوفا من العواقب التي قد تصل حد القتل، وقد أشرتم في تقريركم إلى أن الحكومة لم تسمح لكم بالانفراد بالنازحين وان تحركاتكم  كانت مراقبه طيلة تواجدكم هناك. وعليه لا يصح اعتماد تلك التحقيقات في توجيه أي اتهام  وكان يفترض أن تكتفوا بإدانة السلطة لعدم إتاحتها المجال لإجراء تحقيقات بعيدا عن الرقابة والرصد .

  وللأسف الشديد فان تحقيقاتكم المنشورة تشبه تلك الإشاعات التي سبق و نشرتها وسائل الإعلام الحكومية في حربها الإعلامية ضدنا ، وهي لمواطنين أدلوا بها تحت التهديد.

  إننا نستغرب كيف فاتكم أن نشر تلك التحقيقات يعد انتهاكاً لحقوق أولائك المواطنين الذين كانوا مضطرين للإدلاء بمعلومات كاذبة حفاظا على حياتهم، إننا نلتمس العذر لأولئك المواطنين المساكين و لكن يصعب علينا التماس العذر لكم لأنكم كنتم تدركون حقيقة الوضع، وهذا عتب لم نستطع إخفائه.

  وبالنسبة للمتعاونين مع السلطة فإنهم خصوم و لا يصح اعتماد شهاداتهم في توجيه اتهامات ضدنا قبل التحقق من صحتها ، صحيح أنكم قد أشرتم إلى عدم تمكنكم من التحقق من صحة تلك الاتهامات بسبب عدم سماح الحكومة لكم بدخول صعدة إلا أنكم جزمتم في جزء آخر من التقرير بوقوعها، وهذا تسبب في تضليل الرأي العام. حيث أوردت وسائل الإعلام تلك الاتهامات كحقائق ولم تورد إشارتكم إلى عدم تمكنكم من التحقق من صحتها.

وهذا العمل يصب في مصلحة المحرضين على الحرب الذين يبحثون عن ذرائع لاستمرارها.

  إننا نؤكد لكم عدم صحة تلك الاتهامات وأننا نرحب بإجراء أي تحقيق ميداني من قبلكم لكشف ملابساتها. 
ثالثا: تجاهل التقرير قرائن وشواهد كثيرة كانت كفيلة بالخروج بنتائج أكثر واقعيه في التقرير، إن رفض السلطة دخول المنظمات الإنسانية لصعدة "حتى في فترات السلم", وعدم سماحها لمنظمتكم بإجراء تحقيقات منفردة مع النازحين, واعتقالها للصحفيين بسبب حديثهم عن الجرائم، ورفضها إجراء أي تحقيقات ميدانية مستقلة, كل ذلك كافي لإثبات عدم صحة ادعاءاتها. كما أن مطالبتنا المتكررة بإجراء تحقيقات مستقلة عن الحرب وترحيبنا بدخول المنظمات الإنسانية لصعدة و التزامنا بتوفير الحماية لها وتسهيل عملها يشير إلى صدق نوايانا.

للأسف الشديد أن مثل هذه الشواهد لم يكن لها أي اثر على تقريركم رغم أهميتها.

رابعا: أهمل تقريركم معاناة المعتقلين في السجون وتعرض بعضهم للتعذيب حتى الموت والبعض منهم للإعدام كما حدث في سجن الإصلاحية قبيل الحرب الرابعة حيث  تم قتل 6 معتقلين، كما أهمل المعتقلين اليمنيين على ذمة الحرب في السجون السعودية ، وهم من المقيمين الذين تم اعتقالهم على أسس مذهبية أو من العابرين للحدود بحثا عن العمل، بدليل أن الحكومة السعودية قد اعتقلت مئات الصوماليين و الاثيوبيين الباحثين عن عمل واتهمتهم بالمشاركة في الحرب إلى جانبنا.

خاتمة:
 
إننا نشعر بالأسف لهذا التقرير لأنه ساهم في تضليل الرأي العام وأخفى حقيقة تعرض شريحة واسعة من مكونات المجتمع اليمني لحرب إبادة جماعية، إلا انه لا يزال في وسعكم تصحيح هذا الأمر بزيارة محافظة صعده والمناطق الأخرى لمشاهدة حجم الدمار وإجراء التحقيقات الميدانية اللازمة، ونكرر لكم التزامنا بتوفير الحماية لفريق التحقيق و بتقديم  كافة التسهيلات الضرورية لانجاز مهمته ، وهذا ما سبق و التزمنا به لكل المنظمات الإنسانية كما نطالب بنزول لجنة من الأمم المتحدة للتحقيق ميدانيا في كل المناطق السكنية التي تضررت من الحرب.

وفي الأخير تقبلوا خالص تحياتنا.

المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
29/ ربيع الثاني/ 1431هـ

0 التعليقات:

إرسال تعليق